مقترح لابورتا يضع تمثال ميسي على أبواب “كامب نو” الجديد.

بناء تمثال لميسي في ملعب كامب نو الجديد هو المشروع الذي يشغل بال إدارة نادي برشلونة حاليًا؛ حيث أكد خوان لابورتا، رئيس النادي، أن هناك دراسات جادة لتخليد أسطورة النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي عبر عمل فني ضخم يوضع في معقل البلوغرانا الجديد، وذلك تقديرًا للإرث التاريخي والإنجازات التي لا تُمحى والتي حققها مع الفريق قبل انتقاله إلى إنتر ميامي الأمريكي.

هذا الإعلان أثار حماس الجماهير التي طالما اعتبرت ميسي جزءًا لا يتجزأ من هوية النادي؛ فالحديث عن تكريم من هذا النوع لا يأتي من فراغ، بل هو نتيجة طبيعية لمسيرة استثنائية جعلت من اللاعب الأرجنتيني الأيقونة الأبرز في تاريخ برشلونة، كما أن المشروع يكتسب أهمية خاصة لأنه يتزامن مع بناء الملعب الجديد، ما يجعله جزءًا من مستقبل النادي وتاريخه في آن واحد، ويرى لابورتا أن هذه الخطوة هي رد للجميل وتأكيد على مكانة ميسي التي لا يمكن لأحد أن ينافسه عليها داخل أسوار القلعة الكتالونية.

تفاصيل خطة بناء تمثال لميسي في ملعب كامب نو الجديد

أوضح خوان لابورتا في تصريحاته التي نقلتها الصحف الإسبانية أن فكرة بناء تمثال لميسي في ملعب كامب نو الجديد ليست مجرد أمنية؛ بل هي خطة قيد العمل الفعلي، وشدد على أن هذا التكريم هو مسألة عدالة تاريخية، فإذا كان أساطير بحجم لاديسلاو كوبالا ويوهان كرويف يمتلكون تماثيل خاصة بهم، فمن المنطقي أن يحظى ميسي، الذي يعتبره الكثيرون أعظم من لمس الكرة في تاريخ النادي، بنفس التقدير، فهو يستحق مكانًا خالدًا بجوار العظماء الذين صنعوا مجد برشلونة على مر العصور.

لكن تنفيذ هذا المشروع الطموح يتوقف على شرط أساسي لا يمكن تجاوزه؛ وهو الحصول على موافقة عائلة اللاعب، وأكد لابورتا أن الإدارة تحترم خصوصية ميسي وعائلته، ولن تتخذ أي خطوات تنفيذية قبل الحصول على ضوء أخضر منهم، وبمجرد الحصول على الموافقة، ستنطلق الإجراءات بسرعة لإنجاز العمل، وتتضمن الخطة المبدئية عدة خطوات أساسية لضمان سير المشروع بسلاسة.

• تقديم المقترح الرسمي بشكل كامل لعائلة ليونيل ميسي.
• الحصول على الموافقة الكتابية والبدء في اختيار التصميم المناسب.
• تحديد الموقع الأمثل للتمثال داخل محيط ملعب كامب نو الجديد.
• البدء في التنفيذ الفعلي بالتنسيق مع فنانين متخصصين.

لماذا يستحق ميسي تمثالاً في الكامب نو بجوار الأساطير؟

إن وضع ميسي على نفس المنصة مع أساطير مثل كوبالا وكرويف ليس مجاملة؛ بل هو اعتراف بدوره المحوري في تحويل برشلونة إلى قوة كروية عالمية، فكل أسطورة من هؤلاء يمثل حقبة مختلفة ومساهمة فريدة في فلسفة النادي، وهذا ما يجعل فكرة بناء تمثال لميسي في ملعب كامب نو الجديد منطقية للغاية، فبينما يمثل كوبالا العصر الذهبي الأول وكرويف العقل المدبر للكرة الشاملة، يمثل ميسي عصر الهيمنة المطلقة والأرقام القياسية التي تبدو خالدة.

إن إنجازات ميسي تتحدث عن نفسها؛ فهو الهداف التاريخي للنادي والدوري الإسباني، وأكثر من فاز بالبطولات والألقاب الفردية بقميص البارسا، لذا فإن تخليد ذكراه بتمثال هو أقل ما يمكن تقديمه للاعب منح النادي كل شيء على مدار أكثر من عقدين من الزمن؛ مما يعزز أهمية الإسراع في مشروع بناء تمثال لميسي في ملعب كامب نو الجديد.

زيارة ميسي الغامضة للكامب نو وتأثيرها على مشروع التمثال

في خطوة مفاجئة زادت من عمق القصة؛ ظهر ليونيل ميسي قبل أيام في زيارة غير معلنة إلى ملعب كامب نو الذي يخضع لأعمال بناء وتجديد، والتقط صورة مؤثرة نشرها عبر حسابه الرسمي على إنستجرام، معلقًا عليها بكلمات عاطفية كشفت عن حنينه الجارف للمكان الذي وصفه بأنه كان فيه أسعد إنسان في العالم، وهذه الزيارة، التي تمت دون علم لابورتا أو أي مسؤول في النادي، أضافت بعدًا إنسانيًا وشخصيًا للنقاش الدائر حول بناء تمثال لميسي في ملعب كامب نو الجديد.

كلمات ميسي ورغبته الصريحة بالعودة يومًا ما إلى هناك، تزامنت مع حوار أجرته معه صحيفة “سبورت” الإسبانية، أكد فيه أن طريقة رحيله عن برشلونة لم تكن مثالية كما كان يخطط، وأنه كان يتمنى اعتزال كرة القدم داخل ناديه الأم، هذه التصريحات المتتالية أعادت فتح باب التكهنات حول إمكانية عودته بأي صفة مستقبلًا، وجعلت من مشروع التمثال أكثر من مجرد تكريم؛ بل ربما بادرة للمصالحة أو جسر لعودة محتملة.

سواء كان التمثال تتويجًا لمسيرة أسطورية انتهت أو عربون محبة يمهد لعودة مستقبلية، فإن فكرة بناء تمثال لميسي في ملعب كامب نو الجديد تظل الخطوة الأكثر منطقية لتكريم لاعب ارتبط اسمه بتاريخ النادي إلى الأبد.