الرد على مكالمة أثناء شحن الهاتف.. عادة يومية قد تنتهي بحروق أو صعقة كهربائية

مخاطر استخدام الهاتف اثناء الشحن قد تكون أكبر مما نتصوره في خضم حياتنا الرقمية المتسارعة، فهذه العادة اليومية الشائعة التي يمارسها الملايين دون تفكير، تحمل في طياتها تحذيرات صحية هامة؛ حيث نبه طبيب العلاج الطبيعي الدكتور بيدي ميردامادي مؤخراً إلى أن هذا السلوك البسيط يضاعف من تعرضنا للمجالات الكهرومغناطيسية (EMF)، مما قد يترك آثاراً تراكمية على أنسجة الدماغ الحساسة مع مرور الوقت.

إن الحديث عن خطورة المجالات الكهرومغناطيسية ليس جديداً، ولكن ارتباطها المباشر بعاداتنا اليومية يستدعي الانتباه، وعلى الرغم من أن الأبحاث العلمية لم تصل إلى نتيجة قاطعة تربط بين هذه المجالات وسرطان الدماغ، إلا أن مبدأ الوقاية يظل هو الخيار الأسلم؛ فالدكتور ميردامادي يشدد على أهمية اتخاذ تدابير احترازية، خصوصًا لأولئك الذين يستخدمون هواتفهم بكثافة، فالوعي بالمخاطر المحتملة والاستخدام اليقظ لأجهزتنا يوفر درعاً وقائياً عملياً لحماية صحة الدماغ، ويضمن لنا الاستمتاع بفوائد التكنولوجيا الحديثة دون تعريض أنفسنا لأضرار يمكن تجنبها بسهولة، وهذا الوعي هو الخطوة الأولى نحو فهم حقيقة مخاطر استخدام الهاتف اثناء الشحن.

ما هي مخاطر استخدام الهاتف اثناء الشحن على الدماغ؟

يكمن التهديد الأكبر في الزيادة الهائلة للإشعاع الصادر من الجهاز، فقد أوضح الدكتور ميردامادي أن التحدث عبر الهاتف وهو متصل بالشاحن يمكن أن يرفع مستوى التعرض للمجالات الكهرومغناطيسية بما يصل إلى 15 ضعفاً مقارنة بالاستخدام العادي في وضع عدم الشحن؛ وعندما يكون الهاتف قريباً من الرأس أثناء إجراء مكالمة، فإن هذه الطاقة الكهرومغناطيسية المكثفة تتلامس مباشرة مع أنسجة الدماغ، وقد أشارت بعض الدراسات إلى وجود صلة محتملة بين التعرض للمجالات الكهرومغناطيسية وحدوث بعض التغيرات في نشاط خلايا الجسم وارتفاع طفيف في درجة حرارة الأنسجة المعرضة لها، ولهذا فإن تجنب مخاطر استخدام الهاتف اثناء الشحن يعتبر خطوة استباقية مهمة للحفاظ على سلامتنا الصحية على المدى الطويل.

فهم العلاقة بين المجالات الكهرومغناطيسية ومخاطر استخدام الهاتف اثناء الشحن

إن فهم طبيعة هذه العلاقة يساعد في وضع الأمور في نصابها الصحيح، فالمجالات الكهرومغناطيسية هي جزء من بيئتنا، لكن تركيزها يزداد بشكل كبير حول الأجهزة الكهربائية أثناء عملها وشحنها، والهواتف المحمولة ليست استثناءً؛ ويؤكد الدكتور ميردامادي أن تقليل التعرض لهذه المجالات، حتى لو كان طفيفاً، يساهم بشكل فعال في حماية الدماغ بمرور الوقت، وهذا الأمر يكتسب أهمية خاصة لدى المستخدمين الدائمين للهواتف، لأن التأثير هنا تراكمي، وما قد يبدو غير ضار في المرة الواحدة، قد تتجمع آثاره بمرور السنين، لذلك فإن الوعي بـ مخاطر استخدام الهاتف اثناء الشحن وتبني عادات أكثر أماناً لا يعني التخلي عن التكنولوجيا، بل يعني استخدامها بحكمة ومسؤولية للحفاظ على صحتنا.

نصائح عملية لتجنب مخاطر استخدام الهاتف اثناء الشحن

إن تقليل التعرض للمجالات الكهرومغناطيسية لا يتطلب إجراءات معقدة، بل يمكن تحقيقه عبر تعديلات بسيطة في عاداتنا اليومية تساهم في تقليل مخاطر استخدام الهاتف اثناء الشحن بشكل ملحوظ، وهذه التغييرات لا تؤثر على أداء الجهاز ولكنها قد تقلل بشكل كبير من التعرض التراكمي للإشعاع مع مرور الزمن، مما يتيح لنا الاستمتاع بالتكنولوجيا مع تقليل المخاطر المحتملة على صحة الدماغ، ويمكن تحقيق ذلك عبر الخطوات التالية:

• خلق مسافة آمنة: اجعل شحن هاتفك يتم في غرفة منفصلة أو على الأقل بعيداً عن مكان نومك، وتجنب تماماً وضعه بالقرب من رأسك أو تحت وسادتك أثناء الليل لضمان عدم تعرض الدماغ للإشعاع لساعات طويلة.
• استخدام الملحقات البديلة: اعتمد بشكل أساسي على وضع مكبر الصوت (السبيكر) أو استخدم سماعة رأس سلكية عند الحاجة لإجراء مكالمات، فهذه الطريقة البسيطة تبقي الهاتف على مسافة آمنة من رأسك وتقلل من التعرض المباشر.
• تقليل مدة المكالمات الحساسة: حاول قدر الإمكان تجنب إجراء المكالمات الطويلة والمستمرة أثناء توصيل الهاتف بالشاحن، حيث يكون انبعاث المجال الكهرومغناطيسي في أعلى مستوياته خلال هذه الفترة تحديداً.

إن تبني هذه العادات البسيطة والفعالة يشكل فرقاً كبيراً على المدى البعيد، ويسمح بمواصلة الاستفادة من هواتفنا الذكية مع تقليل المخاطر المحتملة المرتبطة بها، ويعد ذلك استثماراً بسيطاً في صحتنا المستقبلية.