دراسة تربط بدائل السكر “الصحية” بضعف الذاكرة وتسريع شيخوخة الدماغ.
تأثير بدائل السكر على شيخوخة الدماغ أصبح محور اهتمام دراسات علمية حديثة، حيث كشفت أبحاث جديدة عن وجود رابط مثير للقلق بين استهلاك هذه المحليات وتدهور الوظائف الإدراكية، وعلى الرغم من أن هذه النتائج لا تزال تتطلب المزيد من البحث والتدقيق، إلا أنها تثير مخاوف جدية حول سلامتها على المدى الطويل، خاصة فيما يتعلق بتأثيرها المباشر على الذاكرة والمهارات الفكرية التي تشكل جوهر صحة العقل البشري.
يستهلك ملايين الأشخاص حول العالم المحليات الصناعية بأشكالها المختلفة، سواء كانت سوائل أو مساحيق، ومن أشهرها السكرالوز والإريثريتول والأسبارتام؛ والدافع الرئيسي وراء هذا الاستهلاك الواسع هو الاعتقاد الشائع بأنها خيار آمن، خاصة لمرضى السكري الذين يسعون للحفاظ على استقرار مستويات السكر في الدم، فهم يلجؤون إليها كبديل للسكر التقليدي بناءً على توصيات تركز على فوائدها في التحكم بنسبة الجلوكوز، لكن المخاطر المحتملة المرتبطة بها بدأت تظهر بقوة في الأوساط الطبية، مما يضع هذا الاعتقاد الشائع في دائرة الشك ويستدعي إعادة تقييم شاملة لهذه المواد وتأثيراتها الصحية، وهذا ما يجعل فهم تأثير بدائل السكر على شيخوخة الدماغ أمراً بالغ الأهمية.
هل هناك علاقة بين بدائل السكر وشيخوخة الدماغ؟
إن النقاش حول سلامة المحليات الصناعية ليس جديداً، فقد منحت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) موافقتها على العديد من هذه البدائل باعتبارها آمنة للاستهلاك البشري، وهذا يشمل أنواعاً مختلفة من المحليات التي غزت الأسواق العالمية؛ إلا أن الأبحاث الحديثة بدأت ترسم صورة مختلفة وأكثر تعقيداً، حيث تسلط الضوء على الآثار الصحية المحتملة طويلة الأمد التي لم تكن واضحة في السابق، وهذا التحول في الفهم العلمي يثير تساؤلات جدية حول ما إذا كانت الموافقة التنظيمية الأولية كافية لضمان السلامة المطلقة على مر السنين، خاصة مع تزايد استهلاك هذه المنتجات بشكل كبير، فالجدل المستمر حول تأثير بدائل السكر على شيخوخة الدماغ يؤكد الحاجة الملحة لإجراء المزيد من الدراسات المعمقة.
| نوع المُحلي | أمثلة شائعة |
|---|---|
| محليات صناعية | سكرين، أسبارتام، أسيسلفام-ك |
| كحوليات سكرية | إكسيليتول، إريثريتول، سوربيتول |
| محليات نباتية | ستيفيا، فاكهة الراهب |
المحليات المعتمدة وتأثير بدائل السكر طويل الأمد
على الرغم من الموافقة الرسمية من هيئات مثل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على محليات مثل الأسبارتام والسكرين، بالإضافة إلى كحوليات السكر كالإكسيليتول والإريثريتول، والبدائل النباتية مثل ستيفيا وفاكهة الراهب، فإن الأبحاث المستمرة تكشف عن جانب آخر قد يكون مقلقاً؛ ففي السنوات الأخيرة، تراكمت الأدلة التي تربط بين الاستهلاك المنتظم لهذه المواد ومجموعة من المشاكل الصحية التي تتجاوز مجرد التحكم في الوزن أو السكر، حيث أصبح تأثير بدائل السكر على شيخوخة الدماغ من أبرز هذه المخاوف، مما يدفع العلماء والمستهلكين على حد سواء إلى التساؤل حول التكلفة الحقيقية للتخلي عن السكر التقليدي مقابل هذه البدائل الصناعية.
كيف تؤثر المحليات الصناعية على الذاكرة وتسبب شيخوخة الدماغ؟
قدمت دراسة حديثة نُشرت في مجلة “Neurology”، وهي المجلة الطبية المرموقة التابعة للأكاديمية الأمريكية لعلم الأعصاب، دليلاً قوياً على وجود صلة مباشرة بين استهلاك أنواع معينة من المحليات وتدهور الصحة العقلية؛ ووجدت الدراسة أن مجموعة من المحليات ترتبط بشكل واضح بتراجع الذاكرة ومهارات التفكير العامة بما يعادل 1.6 سنة من شيخوخة الدماغ الطبيعية، مما يعني أن استهلاكها قد يسرّع من عملية هرم الدماغ، وهذا الكشف يغير نظرتنا تماماً لهذه المواد التي كان يُعتقد أنها غير ضارة، ويؤكد أن تأثير بدائل السكر على شيخوخة الدماغ حقيقي ويستحق الانتباه.
- الأسبارتام
- السكرين
- أسيسلفام-ك
- الإريثريتول
- الإكسيليتول
- السوربيتول
في هذا السياق، أوضحت الدكتورة كلوديا سويموتو، الأستاذة المساعدة في طب الشيخوخة بجامعة ساو باولو والمؤلفة الرئيسية للدراسة، أن الآثار السلبية للمحليات الصناعية على الدماغ تمثل قضية صحية خطيرة؛ وبصفتها خبيرة في علم الأوبئة، فقد ركزت أبحاثها على العلاقة بين هذه المواد وأمراض مثل الخرف، حيث وجدت أن الاستخدام المستمر لبدائل السكر لا يؤثر فقط على الذاكرة والإدراك على المدى القصير، بل قد يساهم أيضاً في زيادة خطر الإصابة بالخرف على المدى البعيد، مما يجعل من الضروري إعادة النظر في نصائح استبدال السكر بها دون وعي كامل بمخاطرها المحتملة.
إن الفهم المتزايد لتلك العلاقة المعقدة يؤكد أن الاستخدام المستمر لهذه المواد قد يكون له عواقب وخيمة على القدرات الإدراكية، مما يؤثر سلباً على الذاكرة وقوة الإدراك مع مرور الوقت.
