نقص فيتامين د في الشتاء.. علاقة مباشرة بالإرهاق المستمر وتقلب المزاج.

إن تعويض نقص فيتامين د في الشتاء يعد تحديًا صحيًا كبيرًا يواجه الكثيرين، حيث يُعرف هذا العنصر الغذائي الحيوي بدوره المحوري الذي يتجاوز مجرد الحفاظ على صحة العظام والأسنان؛ فهو يمتد ليشمل دعم الجهاز المناعي، والمساهمة في توازن الهرمونات، وتعزيز مستويات الطاقة والمزاج العام، ومع قدوم أشهر الشتاء التي تتسم بقصر ساعات النهار وتراجع التعرض المباشر لأشعة الشمس، تنخفض مستويات هذا الفيتامين في الجسم بشكل ملحوظ، مما يترك آثارًا سلبية على الصحة الجسدية والنفسية على حد سواء.

أهمية تعويض نقص فيتامين د في الشتاء وتأثيراته الصحية

يؤدي فيتامين د دورًا لا غنى عنه في تمكين الأمعاء من امتصاص الكالسيوم والفوسفور، وهما المعدنان الأساسيان لبناء عظام متينة وأسنان قوية، كما يساهم بشكل مباشر في تقوية الأنسجة العضلية ودعم وظائف الجهاز العصبي، ويعزز قدرة الجهاز المناعي على مواجهة العدوى والأمراض بفعالية، ويحذر الأطباء من أن إهمال تعويض نقص فيتامين د في الشتاء قد يؤدي بمرور الوقت إلى مشاكل صحية خطيرة مثل لين العظام أو هشاشتها، بالإضافة إلى أعراض مزعجة كالشعور المستمر بالإرهاق والتعب، وصعوبة التركيز، ويزيد من احتمالية الإصابة بأمراض مزمنة مثل السكري، وأمراض القلب، والاكتئاب الموسمي الذي يرتبط بفصل الشتاء بشكل خاص.

اقرأ أيضًا: قرار جديد بشأن الإيجار القديم.. هل ستدفع 1000 جنيه شهريًا؟

استراتيجيات طبيعية لتعويض نقص فيتامين د في الشتاء

تظل الطريقة الطبيعية والأكثر فعالية للحصول على فيتامين د هي تعريض الجلد لأشعة الشمس المباشرة، حيث ينصح الخبراء بالخروج في الهواء الطلق لمدة تتراوح بين 10 و30 دقيقة يوميًا، بمعدل ثلاث إلى أربع مرات أسبوعيًا، ويفضل أن يكون ذلك خلال فترة منتصف النهار حين تكون أشعة الشمس في أوجها، ومن المهم كشف الوجه والذراعين والساقين خلال هذه المدة القصيرة دون استخدام واقٍ شمسي لضمان أقصى استفادة، أما في حالة البقاء لفترات أطول في الخارج، فيجب تطبيق واقٍ شمسي لحماية البشرة من الأضرار المحتملة، ويعتبر النظام الغذائي الصحي خط الدفاع الثاني، حيث يمكن أن يساهم بشكل كبير في جهود تعويض نقص فيتامين د في الشتاء عبر التركيز على مصادر غذائية محددة.

المصدر الغذائيملاحظات هامة
الأسماك الدهنيةمثل السلمون والماكريل والسردين، وينصح بتناولها 2-3 مرات أسبوعيًا.
صفار البيضمصدر طبيعي ومتاح بسهولة لكمية جيدة من فيتامين د.
عيش الغراب (الفطر)خاصة الأنواع المعالجة بالأشعة فوق البنفسجية لزيادة محتواها.

حلول تكميلية لضمان تعويض نقص فيتامين د في الشتاء

نظرًا لأن المصادر الطبيعية قد لا تكون كافية للجميع، خاصة خلال فصل الشتاء، تلجأ العديد من الشركات المصنعة إلى تدعيم منتجاتها الغذائية بفيتامين د، لذلك من الحكمة البحث عن عبارة “مدعم بفيتامين د” على ملصقات المنتجات مثل الحليب، والزبادي، وعصائر البرتقال، وحبوب الإفطار لضمان الحصول على جرعة إضافية، وفي الحالات التي يؤكد فيها تحليل الدم وجود نقص حاد، قد يوصي الطبيب بتناول المكملات الغذائية بجرعات محددة تتناسب مع عمر المريض وحالته الصحية، ومن الضروري جدًا عدم تناول هذه المكملات دون استشارة طبية متخصصة؛ لأن الجرعات المفرطة قد تسبب تسممًا يؤدي إلى تراكم الكالسيوم في الدم ومشاكل خطيرة في الكلى، وهذا يجعل الفحص الدوري أمرًا لا غنى عنه لإدارة تعويض نقص فيتامين د في الشتاء بفاعلية وأمان.

اقرأ أيضًا: أناقة متجددة.. ميغان ماركل تحتفل بعيدها الـ44 بفستان قديم

  • كبار السن: حيث تقل قدرة الجلد على إنتاج فيتامين د مع التقدم في العمر.
  • أصحاب البشرة الداكنة: لأن صبغة الميلانين العالية تقلل من امتصاص أشعة الشمس.
  • العاملون في الأماكن المغلقة: مثل موظفي المكاتب أو العاملين في نوبات ليلية.
  • النباتيون ومن يعانون من أمراض معينة: مثل أمراض سوء الامتصاص أو مشاكل الكلى والكبد.

ولأن أعراض النقص تتطور ببطء وقد لا تكون واضحة في مراحلها الأولى، ينصح الأطباء بإجراء فحص دم دوري مرتين في السنة، خاصة قبل بداية فصل الشتاء وخلاله، إذ يساعد هذا الإجراء الوقائي على كشف أي انخفاض في مستويات الفيتامين مبكرًا، مما يتيح وضع خطة علاجية مناسبة تعتمد على تعديل نمط الحياة والنظام الغذائي، واستخدام المكملات عند الضرورة القصوى.

اقرأ أيضًا: لذيذة وسهلة.. حضّر السمسمية بنفسك في المنزل بأبسط طريقة