شهد اليوم الخميس اتصالاً هاتفياً هاماً بين الرئيس عبدالفتاح السيسي والمستشار الألماني فريدريش ميرتز، حيث تباحث الزعيمان حول تعزيز العلاقات الثنائية ومناقشة أبرز القضايا الإقليمية والدولية الملحة. يُعد هذا الاتصال تأكيداً على عمق الروابط بين القاهرة وبرلين، ودورهما المحوري في المشهد العالمي المتغير.
مصر تهنئ ألمانيا وتؤكد على دورها المحوري
خلال الاتصال، وجه الرئيس السيسي تهنئته للمستشار الألماني على فوزه المستحق في الانتخابات، والذي يعكس ثقة الشعب الألماني الكبير. وأعرب الرئيس عن تمنياته الصادقة للحكومة الألمانية الجديدة بالتوفيق والنجاح في تحقيق خططها الطموحة لتعزيز الدور الألماني البارز على الصعيدين الأوروبي والدولي. وأشار الرئيس إلى أن المرحلة الراهنة تكتسب أهمية بالغة، خاصة في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية المتسارعة، مما يستلزم الالتزام الصارم بالقواعد والمبادئ الدولية المستقرة والقانون الدولي، وهو ما يتماشى بشكل كبير مع الجهود والخبرات الألمانية على مدار العقود الماضية.
توطيد العلاقات: شراكة اقتصادية وتنموية أقوى
صرح السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن المستشار الألماني ثمن اللفتة الكريمة من الرئيس السيسي، مؤكداً حرص بلاده الشديد على علاقاتها الوثيقة مع مصر. وأكد الجانبان على التزامهما المشترك بتعزيز وتعميق العلاقات الثنائية في كافة المجالات، مع تركيز خاص على الجوانب الاقتصادية والتجارية والاستثمارية. كما شددا على أهمية تطوير التعاون التنموي، بما يساهم في توثيق الروابط القوية بين الشعبين الصديقين.
قضية غزة في صدارة المباحثات: دعوات لوقف فوري للمجازر
لم يغفل الاتصال الهاتفي مناقشة الأوضاع الإقليمية والدولية الراهنة. واستعرض الرئيس السيسي الجهود المصرية الحثيثة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مؤكداً على ضرورة أن يمارس المجتمع الدولي أقصى درجات الضغط من أجل الوقف الفوري للعمليات العسكرية في القطاع وضمان إنفاذ المساعدات الإنسانية بشكل عاجل. كما شدد الرئيس على الرفض التام لمخططات تهجير الفلسطينيين خارج أرضهم، مشيراً إلى أهمية توسيع الاعتراف بالدولة الفلسطينية، بما يتفق مع حل الدولتين كسبيل وحيد للسلام والاستقرار الدائم.
استعادة الاستقرار في الشرق الأوسط: تنسيق ألماني مصري مستمر
وتناول الاتصال أيضاً التطورات الجارية في كل من سوريا، لبنان، ليبيا، السودان، والصومال. وبحث الزعيمان السبل الكفيلة باستعادة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. وفي هذا السياق، أكد المستشار الألماني على حرص بلاده على استمرار التنسيق والتشاور المكثف مع مصر، بهدف تحقيق الهدوء والسلم الإقليميين.