أطباء الجهاز الهضمي يؤكدون: القهوة تحفز القولون وتعد علاجاً فعالاً للإمساك

فوائد القهوة للإمساك قد تكون فائدة غير متوقعة للكثيرين ممن يعتبرونها مجرد منشط صباحي لتعزيز الإنتاجية؛ لكن الأبحاث الحديثة تكشف عن دورها المحتمل في تخفيف هذه المشكلة الهضمية الشائعة التي تصيب الملايين حول العالم، فبينما يرتبط الإمساك تقليديًا بقلة شرب الماء ونقص الألياف والحركة؛ يستكشف العلماء الآن كيف يمكن للكافيين أن يحفز حركة الأمعاء بشكل طبيعي وفعال.

لقد سلطت دراسة علمية نُشرت في مجلة BMC للصحة العامة الضوء على وجود علاقة قوية بين زيادة استهلاك الكافيين وانخفاض ملحوظ في احتمالية الإصابة بالإمساك؛ مما يكشف عن تأثير القهوة الأقل شهرة على حركة الجهاز الهضمي وتوازن ميكروبيوم الأمعاء، ويُظهر هذا البحث أن كوب القهوة الصباحي قد يحمل أكثر من مجرد دفعة من الطاقة؛ بل قد يكون حليفًا لصحة جهازك الهضمي أيضًا.

الآلية العلمية وراء فوائد القهوة للإمساك

يعمل الكافيين كمحفز طبيعي لا يقتصر تأثيره على الدماغ فقط؛ بل يمتد ليشمل الجهاز الهضمي بأكمله، فبمجرد دخوله الجسم؛ يبدأ في تحفيز انقباضات عضلات القولون المعروفة بالحركة التمعجية؛ وهي العملية التي تدفع البراز عبر الأمعاء لتسهيل عملية الإخراج، وقد أظهر الباحثون أن القهوة التي تحتوي على الكافيين تولد استجابة قولونية أقوى بكثير مقارنة بالماء أو حتى القهوة منزوعة الكافيين؛ مما يؤكد دورها الرئيسي في تعزيز نشاط الأمعاء، كما تتجاوز الآلية مجرد التحفيز المباشر؛ حيث تشير دراسات أخرى إلى أن مركبات القهوة مثل أحماض الكلوروجينيك قد تؤثر إيجابيًا على ميكروبات الأمعاء؛ وهي البكتيريا الحيوية للهضم وامتصاص العناصر الغذائية؛ فعبر تعزيز التنوع الميكروبي ودعم نمو البكتيريا النافعة؛ تساهم القهوة بشكل غير مباشر في الحفاظ على حركة أمعاء صحية ومنتظمة، مما يوضح أن **فوائد القهوة للإمساك** متعددة الأبعاد.

لماذا تقتصر فوائد القهوة للإمساك على النوع المحتوي على الكافيين؟

من أبرز النتائج التي كشف عنها تحليل BMC للصحة العامة هو أن التأثير الملموس في تخفيف الإمساك كان حكرًا على القهوة المحتوية على الكافيين؛ في حين لم تُظهر القهوة منزوعة الكافيين أي تأثير يذكر، وهذا الاستنتاج يشير بوضوح إلى أن الكافيين نفسه هو المحرك الأساسي لهذه الاستجابة الهضمية وليس أي من مركبات القهوة الأخرى، ففي التجارب التي قامت بقياس انقباضات القولون؛ أظهر المشاركون الذين شربوا قهوة بالكافيين زيادة فورية في النشاط الحركي خلال دقائق معدودة؛ وهو تأثير يشبه إلى حد كبير ما يحدث بعد تناول وجبة طعام كاملة، وهذا التحفيز السريع للقولون يساعد على تنشيط ما يُعرف بالمنعكس المعدي القولوني؛ وهو موجة طبيعية من الانقباضات العضلية التي تحفز حركة الأمعاء، ورغم أن القهوة منزوعة الكافيين غنية بمضادات الأكسدة؛ إلا أنها تفتقر إلى هذا العنصر المنشط؛ ومع ذلك يظل كلا النوعين داعمًا للصحة الهضمية عند دمجهما في نظام غذائي متوازن وغني بالألياف والماء؛ لكن **فوائد القهوة للإمساك** ترتبط بشكل مباشر بوجود الكافيين.

هل تتأثر فوائد القهوة للإمساك مع التقدم في العمر؟

من المثير للاهتمام أن الدراسة وجدت أن فعالية القهوة في تخفيف الإمساك كانت أكثر وضوحًا لدى فئة الشباب والبالغين في منتصف العمر؛ بينما كان تأثيرها أقل لدى كبار السن، ويمكن تفسير هذا الاختلاف بالتغيرات الفسيولوجية المرتبطة بالعمر؛ مثل تباطؤ حركة الأمعاء الطبيعية؛ وزيادة استخدام الأدوية التي قد تؤثر على الجهاز الهضمي؛ بالإضافة إلى انخفاض كفاءة استقلاب الكافيين في الجسم، وغالبًا ما يعاني كبار السن من بطء عام في وظائف الجهاز الهضمي؛ مما يجعلهم بحاجة إلى نهج متكامل يجمع بين التعديلات الغذائية وشرب كميات كافية من الماء وممارسة نشاط بدني منتظم إلى جانب القهوة لتحقيق نتائج مماثلة، وعلى الرغم من أن **فوائد القهوة للإمساك** مثبتة؛ إلا أن الإفراط في تناول الكافيين قد يؤدي إلى نتائج عكسية مثل التوتر والجفاف؛ وهي عوامل قد تفاقم الإمساك لدى الأشخاص الحساسين؛ لذا يظل الاعتدال هو المفتاح دائمًا.

إن التأثير المنشط للأمعاء حقيقي ومثبت علميًا؛ ولكن تحقيق أقصى استفادة منه يعتمد بشكل كبير على كيفية وتوقيت تناولها؛ حيث يؤكد خبراء الصحة أن عوامل مثل التحضير والكمية والتوقيت تلعب دورًا حاسمًا في تحديد ما إذا كانت القهوة ستدعم صحتك الهضمية أم ستعيقها، ولتحقيق أقصى فوائد القهوة للإمساك دون التعرض لآثار جانبية غير مرغوب فيها؛ يُنصح باتباع الإرشادات التالية:

• الحفاظ على الاعتدال: يكفي تناول كوب إلى كوبين من القهوة يوميًا (حوالي 100-200 ملغ من الكافيين) لتحفيز حركة الأمعاء بشكل صحي.
• اختيار التوقيت المناسب: شرب القهوة في الصباح أو بعد الوجبات مباشرة ينشط المنعكس المعدي القولوني؛ لكن يجب تجنبها على معدة فارغة لتقليل خطر الحموضة.
• الترطيب الكافي: نظرًا لخصائص الكافيين المدرة للبول؛ من الضروري شرب كوب من الماء مع كل فنجان قهوة لتجنب الجفاف الذي قد يفاقم الإمساك.
• تجنب الإضافات الثقيلة: الكريمة والسكر والحليب عالي الدسم يمكن أن تبطئ عملية الهضم؛ لذا يفضل اختيار القهوة السوداء أو مع قليل من الحليب قليل الدسم.
• استشارة الطبيب: يجب على الأشخاص الذين يعانون من حساسية تجاه الكافيين أو يتناولون أدوية تؤثر على حركة الأمعاء استشارة الطبيب أولًا.

إن فهم هذه الجوانب يساعد على دمج القهوة في نمط حياة صحي يدعم وظائف الجهاز الهضمي بشكل فعال؛ ويحولها من مجرد مشروب صباحي إلى أداة مفيدة للحفاظ على انتظام حركة الأمعاء.