النوم في أي ضوء، حتى لو خافت، يرفع خطر إصابتك بأمراض القلب والسكري.

مخاطر التعرض للضوء الاصطناعي ليلاً على القلب لم تعد مجرد فرضية، بل حقيقة علمية مقلقة تكشف كيف أن الحياة العصرية غيّرت مفهوم الليل كفترة للراحة والظلام، فمع انتشار مصابيح غرف النوم وشاشات الهواتف التي تظل متوهجة لساعات متأخرة، أصبح هذا الضوء الخافت، الذي قد يبدو بريئًا، يمثل تهديدًا مباشرًا لصحة القلب والأوعية الدموية وليس فقط العينين.

إن فهم دورة النوم الطبيعية للجسم يكشف أهمية الظلام التام؛ حيث يعمل كإشارة بيولوجية لبدء عمليات التعافي وإعادة ضبط الأنظمة الحيوية، ولكن التدفق المستمر للضوء الصناعي يقطع هذه الإشارة، مما يضع الجسم في حالة من الارتباك الفسيولوجي، وقد وجدت دراسة أولية قُدمت في الجلسات العلمية لجمعية القلب الأمريكية أن التعرض المعتدل للضوء ليلًا يرتبط بشكل مباشر بزيادة نشاط الإجهاد في الدماغ وتفاقم التهابات الأوعية الدموية، وهذه الحالة الالتهابية المزمنة تمهد الطريق بمرور الوقت للإصابة بتصلب الشرايين، وهو العامل الرئيسي وراء النوبات القلبية والسكتات الدماغية، مما يؤكد أن مخاطر التعرض للضوء الاصطناعي ليلاً على القلب تتجاوز مجرد اضطرابات النوم.

اقرأ أيضًا: بإشارة قوية.. تردد قناة الصعايدة الجديد 2025 لمتابعة مسلسل محمد الفاتح

دراسة تكشف مخاطر التعرض للضوء الاصطناعي ليلاً على القلب

لفهم العلاقة بشكل أعمق، أجرى باحثون من كلية الطب بجامعة هارفارد بالتعاون مع مستشفى ماساتشوستس العام دراسة دقيقة شملت تتبع 466 شخصًا بالغًا، حيث تمت مقارنة نتائج فحوصات الدماغ والشرايين لديهم ببيانات الأقمار الصناعية التي تقيس درجة سطوع الضوء في أحيائهم السكنية ليلًا، وكانت النتائج صادمة؛ فالأفراد الذين يعيشون في مناطق أكثر إضاءة ليلًا كانوا أكثر عرضة بنسبة ملحوظة للإصابة بأمراض القلب، وهذا يوضح حجم مخاطر التعرض للضوء الاصطناعي ليلاً على القلب في بيئتنا اليومية.

فترة المتابعةنسبة زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب
خمس سنوات35%
عشر سنوات22%

كيف يزيد تلوث الضوء من مخاطر التعرض للضوء الاصطناعي ليلاً؟

كشفت نتائج الدراسة أن 17% من إجمالي المشاركين عانوا من مشاكل قلبية خطيرة خلال فترة المتابعة، مع تفاقم الخطر لدى السكان الذين يعيشون في مناطق تعاني من ضغوطات بيئية واجتماعية إضافية، مثل التعرض المستمر لضجيج المرور الكثيف، وبهذا يتحول مفهوم “تلوث الضوء” من مجرد قضية بيئية إلى تهديد صحي شخصي يتسلل إلى غرف نومنا ويؤثر على أجسادنا مباشرة، ولذلك، بدأ خبراء نمط الحياة في الترويج لمفهوم جديد يُعرف بـ “الحمية الخفيفة”، والذي يركز على التحكم الواعي في كمية الإضاءة التي نتعرض لها بعد غروب الشمس، تمامًا كما نتحكم في استهلاكنا للكافيين أو السكر، حيث يساعد هذا النهج الجسم على استعادة إيقاعه الطبيعي وتقليل مخاطر التعرض للضوء الاصطناعي ليلاً على القلب.

اقرأ أيضًا: تنبيه.. جامعة جنوب الوادي: آخر موعد للتسجيل وسداد الرسوم

نصائح عملية لتقليل مخاطر التعرض للضوء الاصطناعي ليلاً على القلب

إن تبني تغييرات بسيطة في روتينك اليومي يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا في حماية صحتك من مخاطر التعرض للضوء الاصطناعي ليلاً على القلب، فمن خلال استعادة الظلام الطبيعي، فإنك تمنح جسمك الفرصة التي يحتاجها للراحة والتعافي بشكل صحيح، وتتضمن الاستراتيجيات الفعالة مجموعة من الإجراءات التي يمكن تطبيقها بسهولة لتحسين جودة نومك وحماية قلبك.

  • اجعل غرفة نومك كهفًا مظلمًا: استخدم ستائر معتمة سميكة لحجب أي ضوء خارجي، وفكر في ارتداء قناع للعينين لضمان ظلام تام، وتجنب استخدام الأضواء الليلية إلا في حالات الضرورة القصوى.
  • تطبيق حظر إلكتروني قبل النوم: قم بإيقاف تشغيل جميع الأجهزة الإلكترونية التي تصدر ضوءًا، مثل الهواتف والتلفزيونات والأجهزة اللوحية، قبل 30 إلى 60 دقيقة على الأقل من موعد نومك.
  • السيطرة على الإضاءة المحيطة: اعمل على تقليل تلوث الضوء حول منزلك، واستبدل مصابيح LED الخارجية والداخلية الساطعة بأخرى ذات ألوان أكثر دفئًا وأقل سطوعًا خلال ساعات المساء.
  • الانتباه للضغوطات الأخرى: كن واعيًا للعوامل البيئية الأخرى المسببة للإجهاد مثل الضوضاء، حيث يمكن أن تتفاعل مع تأثيرات الضوء الليلي وتزيد من المخاطر الصحية بشكل كبير.

على الرغم من أن هذه الدراسات تبقى رصدية ولا تثبت علاقة سببية قاطعة، فإن الارتباطات القوية والمتسقة التي تظهرها تشير بوضوح إلى أن تقليل التعرض للضوء الصناعي ليلًا يمثل فرصة عملية وفعالة للحفاظ على الصحة العامة، وهو أمر يستحق الاهتمام الجاد.

اقرأ أيضًا: تغير لافت.. أسما شريف منير ترتدي الحجاب وتحذف صورها السابقة بالكامل