الذكاء الاصطناعي ينجح في قراءة الأفكار وتحويلها إلى نص مكتوب من مسح الدماغ
تُعد تقنية جديدة لقراءة الأفكار بالمسح الدماغي إنجازًا علميًا متقدمًا توصل إليه باحثون مؤخرًا، حيث تفتح الباب أمام ترجمة النشاط الدماغي إلى نصوص مفهومة، وقد نشرت مجلة “ساينس أدفانسز” تفاصيل هذا الابتكار الذي أُطلق عليه اسم “الترجمة الذهنية”، والذي يعتمد على نماذج لغوية معقدة لمواءمة السمات النصية مع الإشارات المفككة الصادرة من الدماغ البشري.
تعتمد هذه المنهجية المبتكرة على استخدام نماذج خطية مُدرَّبة خصيصًا لفك تشفير السمات الدلالية العميقة من خلال تحليل بيانات التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI)؛ حيث يقوم النظام بالتقاط نشاط الدماغ أثناء إدراك الشخص للمشاهد المرئية، ومن ثم يُحوّل هذه الإشارات المعقدة إلى وصف نصي تفصيلي يعكس ما يدور في ذهن المشارك بدقة، وهذه العملية تمثل قفزة نوعية في فهم كيفية معالجة الدماغ للمعلومات البصرية وتحويلها إلى أفكار، مما يمهد الطريق أمام تطبيقات ثورية مستقبلية تستفيد من هذه التقنية الجديدة لقراءة الأفكار بالمسح الدماغي.
كيف تعمل تقنية قراءة الأفكار بالمسح الدماغي لترجمة الإدراك البصري؟
لفهم آلية عمل هذه التقنية، أجرى الباحثون تجربة محورية شارك فيها ستة أشخاص من الناطقين باليابانية وغير الناطقين بالإنجليزية، وشاهد المشاركون 2196 مقطع فيديو قصيرًا ومتنوعًا يحتوي على مشاهد وأحداث وحركات عشوائية أثناء خضوعهم لفحص دقيق بالرنين المغناطيسي الوظيفي؛ وقد خضعت هذه المقاطع مسبقًا لعملية ترجمة نصية جماعية عولجت بواسطة وحدة تعلم متقدمة تُدعى DeBERTa-large لاستخلاص السمات الدلالية الرئيسية، ومن ثم تمت مطابقة هذه السمات مع نشاط الدماغ المسجل لإنشاء نصوص وصفية باستخدام نموذج لغوي آخر يُسمى RoBERTa-large، لتكون هذه التجربة أساس إثبات فعالية تقنية جديدة لقراءة الأفكار بالمسح الدماغي.
في المراحل الأولية، كانت الأوصاف النصية المولّدة مجزأة وغير واضحة المعالم، ولكن مع تطبيق عملية تحسين تكرارية تطورت هذه الأوصاف لتصبح ذات بنية متماسكة وطبيعية، ونجحت في التعبير بفعالية عن الجوانب الأساسية لمقاطع الفيديو، بل وعكست التغيرات الديناميكية في الأحداث المشاهدة بدقة لافتة؛ حتى في الحالات التي لم يتم فيها تحديد عناصر معينة بشكل صحيح، تمكن النظام من نقل وجود تفاعلات بين العناصر المتعددة، مما يؤكد قدرة هذه التقنية الجديدة لقراءة الأفكار بالمسح الدماغي على فهم السياق.
| التقنية المستخدمة | نسبة الدقة المعلنة |
|---|---|
| تقنية الترجمة الذهنية الجديدة | حوالي 50% |
| الأساليب الحالية الأخرى | أقل من 50% |
قارن الفريق دقة الأوصاف المولدة بالتسميات التوضيحية الصحيحة والخاطئة، وأظهرت النتائج أن دقة النظام بلغت حوالي 50%، وهو مستوى يفوق بشكل ملحوظ الأساليب الحالية المتبعة في هذا المجال، مما يبشر بإمكانيات هائلة للتحسين المستقبلي في مجال فهم العقل البشري، ويعزز مكانة هذه التقنية الجديدة لقراءة الأفكار بالمسح الدماغي.
هل يمكن لتقنية قراءة الأفكار بالمسح الدماغي استعادة الذكريات؟
لم تتوقف قدرات هذه التقنية عند ترجمة الإدراك البصري اللحظي، بل امتدت لتشمل قراءة الذكريات، ففي جزء لاحق من التجربة، طُلب من المشاركين الستة أنفسهم استدعاء مقاطع الفيديو التي شاهدوها سابقًا من ذاكرتهم أثناء خضوعهم مرة أخرى للتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي؛ وكانت النتائج واعدة للغاية، حيث أثبتت أن هذه الطريقة قادرة على فك تشفير الذكريات المخزنة في الدماغ وليس فقط التجارب البصرية المباشرة، وهو ما يفتح آفاقًا جديدة في دراسة الذاكرة البشرية عبر استخدام تقنية جديدة لقراءة الأفكار بالمسح الدماغي.
أظهر التحليل نجاحًا كبيرًا في توليد أوصاف نصية تعكس بدقة محتوى مقاطع الفيديو التي تم استدعاؤها من الذاكرة، وعلى الرغم من وجود تباين في مستوى الدقة بين الأفراد، كانت الأوصاف الناتجة أقرب بكثير إلى ترجمات مقاطع الفيديو المستدعاة مقارنة بمقاطع أخرى غير ذات صلة، وقد سلط الباحثون الضوء على أبرز النتائج الإيجابية لهذه المرحلة.
- نجاح النظام في توليد أوصاف دقيقة للذكريات المستدعاة.
- الأوصاف المولدة كانت أقرب لمحتوى الفيديو المُستدعى من المقاطع الأخرى.
- تحقيق دقة تصل إلى 40% في تحديد الفيديو الصحيح من بين 100 مرشح لدى المشاركين المتمكنين.
وصلت نسبة الدقة لدى المشاركين ذوي الأداء المتميز إلى ما يقارب 40% في تحديد مقاطع الفيديو الصحيحة من بين 100 مقطع مرشح، وهو ما يؤكد على الإمكانات الهائلة لهذه التقنية الجديدة لقراءة الأفكار بالمسح الدماغي في الوصول إلى مكنونات الذاكرة البشرية.
التطبيقات المستقبلية الواعدة لتقنية قراءة الأفكار بالمسح الدماغي
تحمل هذه التقنية المبتكرة في طياتها أملًا كبيرًا للأشخاص الذين يعانون من ضعف أو فقدان كامل للقدرة على الكلام، مثل المصابين بالسكتات الدماغية أو أمراض عصبية أخرى، حيث قد تساهم هذه التقنية الجديدة لقراءة الأفكار بالمسح الدماغي في استعادة قدرتهم على التواصل مع العالم الخارجي بشكل فعال؛ فقد أثبت النظام قدرته الفائقة على فهم المعاني والعلاقات العميقة بين الأفكار، متجاوزًا مجرد الارتباطات السطحية للكلمات، مما يسمح لهؤلاء الأفراد باستعادة قدرتهم على التعبير بشكل أغنى بكثير مقارنة بأساليب التفاعل الأخرى بين الدماغ والحاسوب.
يمثل هذا التطور خطوة مهمة نحو مستقبل يمكن فيه ترجمة الأفكار الصامتة إلى لغة مسموعة أو مكتوبة، مما يعيد الأمل للكثيرين ويحسن من جودة حياتهم بشكل جذري؛ ومع ذلك، لا يزال الطريق طويلاً ويتطلب المزيد من البحث والتحسين قبل أن تصبح هذه التقنية أداة معتمدة وقابلة للتطبيق على نطاق واسع في البيئات الطبية.
