تقرير البنك الدولي يؤكد: نتائج الطلاب السعوديين ترسم ملامح جيل جديد من الكفاءات.
يمثل تحسين جودة التعليم في المملكة ركيزة أساسية لتنمية القدرات البشرية ودعم النمو الاقتصادي المستدام، وهو ما أكده تقرير حديث صادر عن البنك الدولي، حيث أشاد بالجهود الملموسة التي تبذلها المملكة لتحسين نتائج الطلاب في الاختبارات الدولية، وضمان إتاحة التعليم للجميع مع التركيز على رفع مستوى نواتج التعلم بشكل كبير.
البنك الدولي يشيد بجهود تحسين جودة التعليم في المملكة العربية السعودية
جاءت الإشادة الدولية في تقرير مفصل أعده فريق من الخبراء ونشره البنك الدولي مؤخراً تحت عنوان «تحسين التعليم في المملكة، من خلال التقويم والقياس»، والذي استعرض بعمق أثر البرامج الوطنية في دعم التحول التعليمي المنشود ضمن مستهدفات رؤية المملكة 2030، وأوضح التقرير أن المملكة لم تكتفِ بتحقيق مستويات متقدمة في إتاحة التعليم للجميع، بل قاربت على تحقيق معدلات قيد شبه كاملة، مما سمح بتركيز الجهود الحالية على رفع معايير الجودة، وهو ما انعكس إيجابياً على أداء الطلاب في المقاييس العالمية، ويعد هذا التقرير شهادة دولية على نجاح استراتيجيات تحسين جودة التعليم في المملكة.
وقد ظهرت نتائج هذا التركيز جلية في الأرقام والمؤشرات؛ حيث ارتفع متوسط التحصيل الدراسي لطلبة الصف الرابع في اختبار القراءة الدولي (بيرلز) بما يعادل عاماً دراسياً كاملاً خلال الفترة بين عامي 2016 و2021، كما شهد أداء الطلاب في مادتي الرياضيات والعلوم تحسناً ملحوظاً بما يعادل عامين دراسيين كاملين في الفترة من 2015 إلى 2023، وذلك وفقاً لنتائج اختبار تيمز الدولي المرموق، وهذه الإنجازات لم تكن وليدة الصدفة بل هي نتاج خطط مدروسة تهدف إلى تعزيز القدرات التنافسية للطلاب على المستوى العالمي.
دور هيئة تقويم التعليم في تحقيق مستهدفات تحسين جودة التعليم في المملكة
نوه البنك الدولي بالدور المحوري الذي تلعبه هيئة تقويم التعليم والتدريب في ترسيخ ثقافة القياس والتقويم الشامل، وقيادة برامج التطوير التي تسهم بشكل مباشر في رفع جودة المخرجات التعليمية، وقد أشاد التقرير ببرامجها الوطنية الطموحة، مثل الاختبارات الوطنية (نافس) التي غطت ما يقارب 1.5 مليون طالب وطالبة في عام 2025م، والبرنامج الوطني للتقويم والتصنيف والاعتماد المدرسي الذي أسهم بفاعلية في رفع مستوى جودة المدارس وتعزيز مفهوم المسؤولية المؤسسية لديها، مما يجعل الهيئة لاعباً رئيسياً في مسيرة تحسين جودة التعليم في المملكة.
أسفرت الجهود المبذولة من خلال برامج الهيئة عن نتائج ملموسة انعكست على أرض الواقع، حيث تم تكريم عدد كبير من المدارس المتميزة تقديراً لأدائها الاستثنائي، وقد ساعدت البيانات الدقيقة الناتجة عن عمليات التقويم المستمرة في تحديد نقاط القوة وفرص التحسين، مما مكن صناع القرار من تطوير أساليب التعليم والتعلم بأسلوب علمي ومنهجي، ومن أبرز هذه الإنجازات:
- تحسن ملموس في نتائج الطلاب ضمن الاختبارات الدولية.
- ضمان إتاحة التعليم للجميع مع تحسين جودته ونواتج التعلم.
- ارتفاع متوسط التحصيل الدراسي في اختبار القراءة الدولي (بيرلز).
- تحسن أداء الطلبة في مادتي الرياضيات والعلوم بما يعادل عامين دراسيين.
- الدور الفعال للاختبارات الوطنية (نافس) في قياس الأداء.
- تكريم 760 مدرسة متميزة في عام 2025 و292 مدرسة في 2024.
التحول الرقمي والبيانات الذكية: أدوات مبتكرة لـ تحسين جودة التعليم في المملكة
أبرز تقرير البنك الدولي اعتماد هيئة تقويم التعليم والتدريب على التحول الرقمي والبيانات الذكية كأدوات أساسية في تنفيذ برامجها الطموحة، وذلك من خلال منصة «تميز» الرقمية المتطورة التي جعلت عمليات تقويم المدارس أكثر كفاءة وشفافية، بالإضافة إلى تطبيق «مستقبلهم» الذي أسهم بشكل كبير في تمكين أولياء الأمور من متابعة أداء أبنائهم الأكاديمي والاطلاع على تقييم مدارسهم، وهذه الأدوات الرقمية لا تخدم فقط كفاءة العمليات؛ بل تعزز الشفافية وتدعم رحلة تحسين جودة التعليم في المملكة عبر إشراك جميع الأطراف المعنية.
إن الاستفادة من هذه التقنيات المتقدمة تدعم بشكل مباشر الجهود الرامية إلى تحقيق أهداف رؤية 2030 في القطاع التعليمي، فالبيانات الذكية التي يتم جمعها وتحليلها عبر هذه المنصات توفر رؤى عميقة تساعد في صياغة سياسات تعليمية أكثر فاعلية وتوجيه الموارد نحو المجالات التي تحتاج إلى تطوير، وهو ما يعكس التزاماً قوياً بالابتكار واستخدام أفضل الممارسات العالمية لضمان مستقبل تعليمي مشرق ومستدام للأجيال القادمة.
أكد التقرير في نهايته على أن مسيرة تحسين جودة التعليم في المملكة تعد حجر الزاوية في استراتيجية تنمية القدرات البشرية، كما أنها تمثل محركاً رئيسياً لدعم النمو الاقتصادي المستدام الذي تطمح إليه البلاد في رؤيتها المستقبلية الطموحة.
