بعد إتمام مناسك الحج، وقبل موعد العودة لأرض الوطن، يحرص الحجاج المصريون على شراء الهدايا التذكارية. هذه الهدايا لا تقتصر على كونها مجرد تذكارات، بل تحمل رمزية روحية ومكانة خاصة جدًا لدى الأهل والأحباب الذين ينتظرون عودة الحجاج إلى الديار.
تتحول الأسواق المحيطة بالحرمين الشريفين إلى ساحات مزدحمة، تعج بالحجاج الذين يختارون منها ما يجسد ذكرى رحلتهم المباركة. هذه المشتريات هي وسيلة للتعبير عن الامتنان والمحبة للعائلة والأقارب، ومشاركة جزء من نفحات الحج معهم.
هدايا الحج الأكثر رواجًا: بركة من الأماكن المقدسة
على رأس قائمة الهدايا التي تلقى رواجًا كبيرًا بين الحجاج المصريين تأتي السبح وسجاجيد الصلاة. يحرص الكثير منهم على اقتناء سبحة من الحرمين الشريفين، أو سجادة صلاة ذات نقوش إسلامية فريدة. هذه الهدايا تعتبر بمثابة “عربون” يحمل أثر الأماكن المقدسة وبركتها لمن لم يحالفهم الحظ بزيارتها.
كذلك، تحظى العطور الشرقية بإقبال واسع، خصوصًا دهن العود والمسك والورد الطائفي. هذه العطور تتميز بطابع مكي أصيل يعيد للأذهان فورًا رائحة الحرم الشريف العبقة، مما يجعلها هدية ثمينة وذات معنى.
كما يفضل الحجاج شراء عبوات ماء زمزم المعبأة بشكل رسمي، بالإضافة إلى البخور، والحناء، وبعض المستحضرات الشعبية التي تعكس طابع الأسواق الحجازية الأصيل وتوقيعها العريق.
ولا يمكن أن تخلو قائمة المشتريات من الملابس الجاهزة، مثل الجلابيب البيضاء للرجال والعبايات النسائية. يتم اقتناء هذه الملابس كهدايا رمزية، أو حتى للاستخدام الشخصي بعد العودة من الرحلة المباركة.
لماذا يحرص الحاج المصري على شراء الهدايا؟ بين رد الجميل وإدخال البهجة
شراء الهدايا ليس مجرد عادة، بل هو جزء لا يتجزأ من ثقافة الحاج المصري. يرى الحاج في هذه الخطوة وسيلة لإدخال البهجة والسرور على قلوب أحبائه، وتقديم الشكر لمن دعا له أو ساند رحلته الروحية. إنها طريقة لرد الجميل والتعبير عن المحبة الصادقة.
لتحقيق ذلك، غالبًا ما يخصص الحاج وقتًا كافيًا للتجول في الأسواق المحيطة بمكة أو المدينة المنورة. هذه الأسواق متنوعة للغاية، حيث تتراوح المحال بين الأماكن الشعبية البسيطة والمجمعات التجارية الحديثة، لتناسب كل الأذواق والميزانيات.
نصائح الحاج المصري عند التسوق: الجودة، المفاصلة، وسهولة النقل
تتسم عملية التسوق في الحج بملامح خاصة وفريدة. يحرص الحجاج على المفاصلة الودّية في الأسعار للحصول على أفضل صفقة. كما يهتمون باختيار الهدايا التي تناسب مختلف الأعمار داخل الأسرة، من الأطفال الصغار حتى كبار السن، لضمان رضا الجميع.
الأهم من ذلك، يولي الحجاج اهتمامًا خاصًا بجودة المنتج، وخفة وزنه، وسهولة نقله خلال رحلة العودة الطويلة. هذه العوامل حاسمة لضمان وصول الهدايا سليمة ومقبولة.
تشهد محال بيع الهدايا نشاطًا كبيرًا خلال الأيام الأخيرة من موسم الحج، مدفوعة بشغف الحجاج بترك أثر مادي يحمل معه المعنى الروحي لرحلتهم. وتبقى هذه الهدايا رمزًا خالدًا لرحلة إيمانية لا تُنسى، يعيدها الزائر معه ليحمل من نفحات الحرم شيئًا ثمينًا لمن لم يسعفه الحظ بعد لزيارة بيت الله الحرام.