الدولار عالميا يواجه خطر انخفاض تاريخي بنسبة 40% والسبب هو نقاط قوته السابقة

يحذر خبراء في “آر بي سي كابيتال ماركيتس” من أن الدولار الأمريكي قد يكون على أعتاب مرحلة ضعف طويلة الأمد، تشبه الانهيار الذي شهده بعد انفجار فقاعة شركات الإنترنت مطلع الألفية. ويشير التحليل إلى أن العوامل التي دعمت قوته لعقود، مثل تدفق رؤوس الأموال إلى الأصول الأمريكية، قد تتحول إلى نقاط ضعف تهدد استقراره.

عوامل قد تضعف قيمة الدولار الأمريكي مستقبلاً

ظل الدولار قوياً خلال العقدين الماضيين بفضل إقبال المستثمرين العالميين على شراء الأصول الأمريكية، وخاصة الأسهم مرتفعة التكلفة، مما خلق قوة قد تكون مصطنعة. ويوضح ريتشارد كوشينوس، استراتيجي العملات في “آر بي سي”، أن هذا التركيز نجح طوال الخمسة عشر عاماً الماضية، لكنه الآن يشكل مخاطر حقيقية في البيئة الاقتصادية الحالية. وأي تغيير في شهية المستثمرين وأداء الأصول قد يؤدي إلى تبعات كبيرة في سوق العملات.

سيناريو تاريخي يهدد هيمنة العملة الأمريكية

يرى الخبراء أن هذا الاتجاه لا يمكن أن يستمر إلى الأبد، حيث أن أي تحول مفاجئ في تفضيلات المستثمرين قد يتسبب في تراجع حاد لقيمة الدولار. ويستدعي هذا التحذير إلى الأذهان ما حدث بين عامي 2001 و2008، عندما فقدت العملة الأمريكية حوالي 40% من قيمتها. ومع ارتفاع أسعار الأصول الأمريكية وتغير أنماط التجارة العالمية، أصبح من الصعب الحفاظ على قوة الدولار في السنوات المقبلة، مما يدفع المستثمرين للبحث عن ملاذات آمنة جديدة.

استراتيجيات لحماية استثماراتك من ضعف الدولار

للتحوط من مخاطر انخفاض طويل الأجل في قيمة الدولار، توصي “آر بي سي كابيتال ماركيتس” بمجموعة من الاستراتيجيات التي يمكن للمتداولين والمستثمرين تبنيها. تشمل هذه التوصيات هياكل معقدة وبسيطة تهدف إلى حماية المحافظ الاستثمارية من تقلبات العملة.

• استخدام “عقود خيارات شراء وبيع” على مؤشر الدولار الأمريكي للمراهنة على انخفاضه.
• شراء عقود خيارات تراهن على صعود عملات رئيسية أخرى مثل اليورو والين الياباني.
• تنفيذ “خيار شراء” لأجل عامين على زوج اليورو مقابل الدولار بسعر تنفيذ 1.30 دولار، مما يعني توقع انخفاض الدولار بنسبة 12%.
• تنفيذ “خيار بيع” لأجل عامين على زوج الدولار مقابل الين بسعر تنفيذ 130 يناً، وهو ما يعادل توقع انخفاض الدولار بنحو 15%.

الاختلافات بين الوضع الحالي وأزمة بداية الألفية

على الرغم من التشابه مع فترة ما بعد عام 2000، يبرز تحليل “آر بي سي” اختلافات جوهرية في السياق الحالي. فزيادة الاستثمار في الأصول الخاصة وغير السائلة قد يؤدي إلى تقلبات أكبر في الأسواق خلال أوقات التوتر. ويشير كوشينوس إلى أن الجمع بين التقدم التكنولوجي والتوترات الجيوسياسية والتجارب غير المسبوقة في السياسات النقدية يتطلب أساليب جديدة، حيث لم تعد قواعد الاستثمار التقليدية كافية لمواجهة التحديات القادمة.