حل غير متوقع: بول الثعابين والزواحف قد يُنهي معاناة الملايين من حصوات الكلى والنقرس، دراسة تُوضح لأول مرة

أظهرت أبحاث علمية حديثة أن بول الثعابين، الذي يُعرف باسم “اليورات” وهو مادة طباشيرية بيضاء متبلورة، قد يحمل مفتاحًا لتطوير علاجات جديدة لأمراض تصيب البشر مثل النقرس وحصوات الكلى. فخلافًا للبشر الذين يتبولون سائلًا، طورت الزواحف نظامًا فريدًا لإدارة النفايات يمكن أن يقدم للعلماء رؤى قيمة حول كيفية منع تكون البلورات الضارة في الجسم.

فضلات الثعابين: سر علمي يتجاوز الاشمئزاز

ربما تبدو عملية تنظيف مخلفات الثعابين والزواحف الأخرى غير مستساغة، لكن وراء هذا المشهد تكمن قصة علمية مذهلة. فالزواحف لا تتخلص من النيتروجين الزائد في جسمها عن طريق البول السائل كما يفعل البشر، بل تطرح مادة بيضاء طباشيرية غريبة تُعرف باليورات. هذه المادة هي في الواقع بول متبلور، وهي طريقة ذكية تمكّنها من الحفاظ على الماء في البيئات القاحلة. والمفاجأة الحقيقية هي أن هذا البول الصلب قد يساعد العلماء يومًا ما في التغلب على أمراض مؤلمة تصيب الإنسان.

اقرأ أيضًا: تحدٍ جديد للأسعار المرتفعة.. سامسونغ تطلق Galaxy A07 بتصميم متين وسعر اقتصادي يناسب الجميع.

دراسة رائدة تكشف تفاصيل بلورات الزواحف النانوية

كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة الجمعية الكيميائية الأمريكية، قادتها العالمة جينيفر سويفت من جامعة جورجتاون، عن تفاصيل مدهشة حول بول الزواحف. فمن خلال فحص بول أكثر من عشرين نوعًا من الزواحف تحت المجهر، اكتشف الفريق البحثي كرات صغيرة مصنوعة من بلورات نانوية دقيقة لحمض اليوريك، بعضها لا يتجاوز حجمه بضعة ميكرومترات. هذه البلورات الدقيقة ليست مجرد فضلات، بل هي جزء من نظام متطور لإدارة النفايات تطور على مدى ملايين السنين، ما يفتح آفاقًا جديدة لفهم كيفية التعامل مع تراكم حمض اليوريك.

كيف تحوّل الزواحف النفايات السامة إلى حيلة للبقاء؟

اتضح أن بلورات حمض اليوريك لدى الزواحف ليست مجرد نواتج إخراجية سلبية، بل تمثل آلية بيولوجية معقدة وفعالة. فبدلًا من تبديد كميات كبيرة من الماء في البول السائل، تلجأ الزواحف إلى تحويل النيتروجين السام إلى مادة صلبة، ما يمنحها ميزة حاسمة في البقاء على قيد الحياة، خاصة في الصحارى القاحلة. هذه الآلية الذكية لإدارة النفايات تتضمن عدة جوانب رئيسية:

اقرأ أيضًا: رسميًا الآن.. ترددات القنوات السورية الجديدة لعام 2025 على النايل سات | استقبل قنواتك المفضلة بوضوح

  • تحويل النيتروجين السام إلى بلورات صلبة من حمض اليوريك، مما يقلل من السمية في الجسم.
  • الحفاظ على السوائل الثمينة في الجسم، وهو أمر حيوي للنجاة في البيئات الجافة حيث ندرة الماء.
  • إعادة استخدام بعض هذه البلورات لتحييد الأمونيا، وهي مادة سامة أخرى، وتحويلها إلى غبار غير ضار.

بهذه الطريقة، تتمكن الزواحف من الحفاظ على ترطيب أجسامها وتجنب التسمم الذاتي بفعالية مدهشة.

أمل جديد لعلاج النقرس وحصوات الكلى لدى البشر

على النقيض من الحيلة البيولوجية للزواحف، لا يمتلك البشر آلية مماثلة للتعامل مع حمض اليوريك. فعندما يتراكم هذا الحمض في أجسامنا، لا يحمينا من شيء بل يسبب لنا مشاكل صحية مؤلمة مثل داء النقرس الذي يصيب المفاصل وحصوات الكلى الشديدة. لكن العلماء يأملون أن يساعدهم فهم كيفية تبلور بول الثعابين بهذه الكفاءة الفريدة في تطوير طرق علاجية مبتكرة. قد تقود هذه الأبحاث إلى ابتكار أدوية أو علاجات تمنع تشكل البلورات الضارة في أجسامنا، ما يوفر راحة للملايين الذين يعانون من هذه الأمراض المؤلمة.

اقرأ أيضًا: أول تعليق من أحمد عبد العزيز.. حقيقة رفض مصافحة معجب: “مخدتش بالي”