ما لم يُكشف من قبل: كواليس مشهد قاسم الدالي وعادل أدهم التي بقيت سرًا طويلاً.

تحل اليوم ذكرى وفاة الفنان المصري قاسم الدالي، الذي ترك بصمة لا تُمحى في وجدان المشاهد العربي، برغم بروزه في أدوار ثانوية. اشتهر الدالي بأدائه المميز في عشرات الأعمال الدرامية والسينمائية، ولعل أبرزها مشهد المواجهة الشهير مع الفنان عادل أدهم في فيلم “الفرن”، الذي رسخ صورته في الذاكرة الجمعية.

مسيرة فنية حافلة: ميلاد قاسم الدالي وبداياته

وُلد الفنان الراحل قاسم الدالي في عام 1939، وبدأ رحلته الفنية التي امتدت لعقود قدم خلالها العديد من الأدوار المساعدة التي بقيت في ذاكرة الجمهور. عمل الدالي مع كبار المخرجين والمؤلفين، ومن أبرزهم أسامة أنور عكاشة وإسماعيل عبد الحافظ، حيث أضفى لمسته الخاصة على أعمالهما الدرامية.

اقرأ أيضًا: لأول مرة يتحدث.. أحمد سعد يكشف سبب منعه أولاده من الغناء.. وهذا ما قالته ابنته في أول رد | فيديو

أبرز أعمال قاسم الدالي: بصمات خالدة في السينما والتلفزيون

على مدار مسيرته الفنية، أثرى قاسم الدالي الشاشة المصرية بعشرات الأعمال السينمائية والتلفزيونية. تعاون الفنان الراحل بشكل لافت مع الزعيم عادل إمام في عدد من الأفلام البارزة، نذكر منها على سبيل المثال: “النمر والأنثى”، و”المشبوه”، و”رمضان فوق البركان”، بالإضافة إلى سلسلة “بخيت وعديلة”.

كما يضم رصيده الفني قائمة طويلة من المسلسلات التلفزيونية التي حفرت مكانها في قلوب المشاهدين، منها: “بنت الأيام”، و”التوأم”، و”سامحوني ماكنش قصدي”، و”امرأة من زمن الحب”، و”جحا المصري”، و”وجع البعاد”، و”نسيم الروح”، و”عدى النهار”، و”للثروة حسابات أخرى”، و”الأصدقاء”، و”الوتر المشدود”، و”قلب ميت”، و”أكتوبر الآخر”، و”المصراوية”، و”ابن ليل”، و”بيت الباشا”. اختتم الفنان قاسم الدالي مسيرته الفنية بمسلسل “خيبر” الذي عُرض عام 2013، قبل أن يتوقف عن العمل بسبب المرض الذي أقعده في سنواته الأخيرة، تاركًا خلفه إرثًا فنيًا غنيًا.

اقرأ أيضًا: توقف 10 آلاف سيارة.. خلل في نظام الموانئ يعطل الإفراج عن المركبات ويهدد بارتفاع قياسي في الأسعار.

المشهد الأيقوني: قاسم الدالي وعادل أدهم في فيلم الفرن

رغم تنوع أدواره في المسرح والسينما والتلفزيون ومشاركته كبار النجوم، يظل مشهد الفنان قاسم الدالي مع النجم عادل أدهم في فيلم “الفرن” عام 1984، هو الأكثر رسوخًا وخلودًا في الذاكرة الجماهيرية. جسد الدالي في هذا المشهد الأيقوني، ببراعة شديدة، دور العامل البسيط المغلوب على أمره، مقابل جبروت صاحب العمل.

تدور أحداث المشهد حول قاسم الدالي الذي يجسد شخصية عامل بفرن بلدي يملكه المعلم “أدهم”، والذي أبدع الفنان عادل أدهم في تجسيد شخصيته كصاحب عمل متسلط لا يراعي حقوق عماله ولا يكفل لهم أدنى سبل الأمان، مستغلًا ضعفهم وحاجتهم. قرر الدالي، الذي كان يمثل صوت المظلومين، تحريض زملائه للمطالبة بحقوقهم المشروعة، لكن سوء الحظ لازمه، فقد وشى به أحد العمال إلى المعلم أدهم، الذي عرف بخبثه ودهاءه.

اقرأ أيضًا: عاجل.. نقابة الأطباء تعلق على أزمة نواب النساء بطب طنطا

وبذكائه المعهود في أدوار الشر، جمع عادل أدهم العمال ووعدهم بمكافأة خاصة، مما دفعهم إلى الثناء عليه وقبول العرض. ثم طلب منهم المغادرة، مدعيًا أنه يريد منح قاسم الدالي مكافأة خاصة بشكل منفرد. بعد أن أغلق باب الفرن، انفرد المعلم أدهم بالعامل المسكين، وعيناه تفيضان بالانتقام. في لحظة ترقب وذعر، رفع عادل أدهم طرف جلبابه وكأنه يستعد لخلعه، فانتاب الخوف قاسم الدالي وصرخ بعبارته التي أصبحت خالدة: “هتعمل إيه يا معلم… يا معلم اختشي!”. رد عليه أدهم بصفعات متتالية على وجه الدالي، مشيرًا بيديه بتهكم: “كام دول ياد… وكام دول”، وأتبعها بكلمات التهديد: “هوريك مين المعلم”، في مشهد يجسد قمة الظلم والقهر.

اقرأ أيضًا: قرار يقلب الموازين.. تطورات غير متوقعة في مسلسل أمي الحلقة 76