رحلة البحث عن الذات.. ملالا يوسف تكشف قلقها العميق في مذكراتها “العثور على طريقي”

ملالا يوسف زاي، أيقونة النضال العالمي من أجل التعليم، تكشف عن جانب غير مألوف من حياتها في مذكراتها الجديدة “العثور على طريقي”، التي تقدمها بعد سنوات من الشهرة والتهديدات. الكتاب يغوص بعمق في تجربتها الشخصية بعيدًا عن الأضواء، متناولًا رحلتها كشابة تسعى لاكتشاف ذاتها في عالم معقد.

“العثور على طريقي”: نظرة حميمة على حياة ملالا

تأخذنا ملالا يوسف زاي في كتابها “العثور على طريقي” إلى ما هو أبعد من العناوين الرئيسية، مقدمة مذكرات تزخر بالأصالة والفكاهة اللاذعة والحنان. إنها قصة صداقة وحب أول، وقلق واكتشاف للذات، ومحاولة للبقاء على الطبيعة في ظل رغبة الجميع في تحديد هويتها. في هذا العمل، تتبع ملالا مسار حياتها من فتاة انطوائية في المدرسة الثانوية إلى طالبة جامعية متهورة، وصولًا إلى شابة تعيش بسلام مع ماضيها، متحدية الصورة المثالية التي قد يتخيلها البعض عن الشخصيات العامة.

رحلة ملالا الشخصية وتجاوز التحديات

من خلال لحظات صريحة، وغالبًا ما تكون فوضوية، مثل رسوبها في الامتحانات تقريبًا، وتجاهلها، ولقائها بحب حياتها، تُذكرنا ملالا بأن النماذج الحقيقية ليست مثالية، بل هي بشرية بكل ما تحمله الكلمة من معنى. في هذه المذكرات المذهلة، تعيد ملالا تقديم نفسها للعالم، مُشاركةً كيف شقت طريقها في الحياة كشخص هددت أحلك لحظاته بتحديد مسارها، بينما كانت تسعى جاهدةً لاكتشاف هويتها الحقيقية. “العثور على طريقي” هو نظرة حميمة على حياة شابة تتولى زمام مصيرها، وشهادة شخصية عميقة على القوة اللازمة لتكون على سجيتها دون أي اعتذار، متجاوزة التوقعات ومسيرة شهرتها العالمية.

“أنا ملالا”: مذكرات النضال الأولى

لم يكن “العثور على طريقي” هو العمل الأدبي الأول لملالا، فقد سبق لها أن ألفت كتاب مذكراتها اليومية بعنوان “أنا ملالا… ناضلت دفاعًا عن حق التعليم وحاول طالبان قتلي”. هذا الكتاب، الذي شاركت في تأليفه الصحفية الأمريكية كريستينا لامب، نُشر في أكتوبر 2013 بواسطة شركة ليتل براون للنشر في الولايات المتحدة وشركة ويدنفيلد ونيكلسون في المملكة المتحدة. تضمن الكتاب خمسة أقسام إضافة إلى المقدمة والخاتمة، وكل قسم احتوى على عدة فصول، وهي:

• ما قبل طالبان
• وادي الموت
• ثلاث فتيات وثلاث طلقات
• بين الحياة والموت
• حياة ثانية

تحدثت ملالا في مذكراتها الأولى عن حكايتها وحكاية بلدها وتعاقب السلطات فيها، وتفاصيل محاولة اغتيالها من قبل أحد مسلحي طالبان. كما سلطت الضوء على دورها المحوري في الانتصار لحق الفتيات في التعليم، وتحديها الجهل والتخلف بكل شجاعة.