كشف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عن دراسته الجادة لتوسيع بطولة كأس العالم للأندية لتضم 48 فريقًا، وذلك بدءًا من نسخة عام 2029. تأتي هذه الخطوة بعد ضغوط كبيرة من أندية أوروبية كبرى لم تتمكن من حجز مقعد لها في النسخة الحالية التي يشارك فيها 32 فريقًا فقط.
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة “ذا جارديان”، سيبدأ فيفا مشاوراته الرسمية بشأن هذا التوسع الضخم بعد انتهاء بطولة 2025، التي تستضيفها الولايات المتحدة الأمريكية وتبلغ قيمة جوائزها المليار دولار أمريكي، في سابقة هي الأولى من نوعها.
لماذا يتجه فيفا لتوسيع كأس العالم للأندية؟
النسخة القادمة من البطولة، المزمع إقامتها في عام 2025، شهدت غياب أسماء عملاقة في عالم كرة القدم، مثل برشلونة، ليفربول، مانشستر يونايتد، وأرسنال. هذا الغياب دفع هذه الأندية للضغط بقوة من أجل زيادة عدد المشاركين وتخفيف القيود المفروضة على عدد الفرق من كل دولة.
في الوقت الحالي، تفرض لوائح البطولة حدًا أقصى لمشاركة فريقين فقط من كل اتحاد وطني، مع بعض الاستثناءات البارزة؛ فمثلاً، تشارك البرازيل بأربعة فرق، بينما تضم الولايات المتحدة ثلاثة فرق، وذلك نتيجة لظروف استثنائية يقرها فيفا.
تحديات بيع تذاكر بطولة 2025.. هل تواجه البطولة أزمة جماهيرية؟
على الرغم من الجوائز الضخمة والتوقعات العالية، تواجه بطولة كأس العالم للأندية 2025 تحديات واضحة في جذب الجماهير. فقد شهدت المباراة الافتتاحية المرتقبة بين إنتر ميامي والأهلي المصري، والمقرر إقامتها في 14 يوليو على ملعب “هارد روك” في ميامي، بطئًا ملحوظًا في بيع التذاكر.
لمواجهة هذا التحدي، سارع فيفا بتقديم عروض ترويجية مغرية، منها منح أربع تذاكر مجانية عند شراء تذكرة واحدة، في محاولة لإنعاش الإقبال الجماهيري وضمان حضور كبير للمباريات.
ريال مدريد ينقذ الموقف.. شعبية جارفة تكسر الحواجز
في المقابل، يختلف الوضع تمامًا عندما يتعلق الأمر بمباريات ريال مدريد. فالنادي الإسباني يحظى بإقبال جماهيري غير مسبوق؛ حيث بيعت جميع تذاكر مباراته الأولى ضد الهلال السعودي بالكامل. كما تباع تذاكر مبارياته الأخرى بأسعار مرتفعة جدًا في السوق الثانوية، وهو ما يؤكد الشعبية الجارفة للنادي الملكي في الولايات المتحدة.
مخاوف “فيفبرو” ورابطة الدوريات الأوروبية: هل يؤثر التوسع على اللاعبين؟
من جانب آخر، أبدت بعض الجهات الرياضية الكبرى، مثل اتحاد اللاعبين المحترفين “فيفبرو” ورابطة الدوريات الأوروبية، قلقها البالغ من خطة التوسع المقترحة. وتشير هذه الجهات إلى ضغوط الجدول الزمني المتزايدة وتأثيرها السلبي على صحة اللاعبين ورفاهيتهم.
وقد وصل الأمر إلى تقديم هذه الجهات شكاوى رسمية إلى المفوضية الأوروبية، متهمة فيفا بعدم التشاور معها بشكل كافٍ بشأن الجدول الزمني المزدحم للبطولة.
المستقبل القريب: فيفا يبحث التوازن بين التجارة والرياضة
من المتوقع أن تنعقد مشاورات رسمية معمقة حول هذا التوسع المحتمل بعد انتهاء بطولة 2025. يسعى فيفا، من خلال هذه المشاورات، إلى تحقيق توازن دقيق بين تحقيق التوسع التجاري المنشود من البطولة وبين الحفاظ على جودة المنافسة وسلامة اللاعبين، وهو التحدي الأكبر الذي يواجهه الاتحاد الدولي في الفترة القادمة.