المركزي التركي يخفض الفائدة إلى 39.5%.. لماذا هذا القرار رغم تصاعد التضخم؟
البنك المركزي التركي يخفض سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 100 نقطة أساس، ليصبح 39.5%. يعكس هذا القرار تباطؤًا في وتيرة التيسير النقدي مقارنة بالشهور الماضية، ويأتي وسط تحديات تضخمية متصاعدة في البلاد. يواجه البنك مهمة دقيقة لتحقيق التوازن بين دعم النمو الاقتصادي وكبح جماح الأسعار التي قفزت بشكل ملحوظ.
البنك المركزي التركي يخفض الفائدة: تفاصيل القرار الأخير
أعلن البنك المركزي التركي اليوم الخميس عن خفض سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 100 نقطة أساس، ليصبح 39.5%. يُعد هذا الخفض الثالث على التوالي منذ يوليو الماضي، لكنه جاء بأقل حدة من سابقيه، مما يشير إلى نهج أكثر حذرًا في السياسة النقدية المتبعة. فقد شهدت الفترة الماضية تخفيضات أكبر تهدف إلى تحفيز الاقتصاد.
| تاريخ القرار | مقدار الخفض (نقطة أساس) | 
| يوليو/تموز | 300 | 
| سبتمبر/أيلول | 250 | 
| أكتوبر/تشرين الأول (القرار الحالي) | 100 | 
لماذا تباطأت وتيرة التيسير النقدي؟ تزايد الضغوط التضخمية في تركيا
تأتي هذه الخطوة في ظل تصاعد كبير في معدلات التضخم بتركيا، حيث وصل المعدل السنوي في سبتمبر إلى 33.29%، متجاوزًا التقديرات بشكل ملحوظ. هذه القفزة في أسعار المستهلكين جعلت المحللين يتوقعون أن يبطئ البنك المركزي التركي وتيرة خفض أسعار الفائدة خلال الأشهر المقبلة. يهدف البنك من خلال هذه السياسة إلى محاولة التوفيق بين دعم النمو الاقتصادي وضبط التضخم، الذي يظل التحدي الأبرز أمام استقرار الأسعار في السوق التركي.
قرار البنك المركزي التركي يتماشى مع توقعات المحللين الاقتصاديين
تطابق قرار البنك المركزي التركي بشكل كبير مع توقعات المحللين الاقتصاديين. فقد أظهر استطلاع أجرته وكالة رويترز وشمل 17 خبيرًا اقتصاديًا أن الغالبية العظمى منهم توقعوا خفضًا بمقدار 100 نقطة أساس، بينما رأى أربعة فقط أن البنك المركزي سيُبقي على الفائدة دون تغيير. هذا التوافق يعكس فهمًا واسعًا للظروف الاقتصادية الراهنة التي تؤثر على قرارات السياسة النقدية في البلاد.
تحول نهج البنك المركزي التركي: من التشدد إلى المرونة لدعم النمو
شهدت السياسة النقدية للبنك المركزي التركي تحولًا ملحوظًا منذ منتصف عام 2023. فبعد فترة من السياسات التشددية، اتجه البنك نحو نهج أكثر مرونة يهدف إلى تحفيز النشاط الاقتصادي وتخفيف الأعباء المالية عن الشركات، خاصة في ظل الركود النسبي الذي يشهده السوق المحلي. يسعى البنك إلى إيجاد توازن يسمح للنمو بالتعافي دون إشعال المزيد من التضخم، وهي استراتيجية تهدف إلى تعزيز الاستقرار الاقتصادي.
الليرة التركية تحت الضغط: استمرار تحديات سعر الصرف
على الرغم من جهود البنك المركزي لدعم الاقتصاد، لا تزال الليرة التركية تواجه ضغوطًا كبيرة. فقد فقدت العملة الوطنية جزءًا كبيرًا من قيمتها أمام الدولار الأمريكي على مدار العامين الماضيين، مما أدى إلى ارتفاع تكلفة الواردات وأسهم في تفاقم موجات التضخم داخل الأسواق المحلية. تترقب الأسواق المالية عن كثب تأثير سياسات التيسير التدريجي على سعر صرف الليرة وسوق السندات، مع استمرار مستويات التضخم المرتفعة كهاجس رئيسي يؤثر على مستقبل الاقتصاد التركي.


 
