عودة يورجن كلوب إلى ليفربول: هل تحمل الحل الأخير لأزمة رحيل محمد صلاح
أشعلت تصريحات المدرب الألماني يورجن كلوب حول إمكانية عودته لتدريب ليفربول الجماهير، في ظل أداء متذبذب يعيشه الفريق حاليًا تحت قيادة المدرب الهولندي آرني سلوت، وتراجع ملحوظ في مستوى النجم المصري محمد صلاح، مما يثير تساؤلات جدية حول مستقبل “الفرعون المصري” ومصير “الريدز”.
آرني سلوت: البداية الواعدة تتحول إلى تحديات
عندما وصل المدرب الهولندي آرني سلوت إلى أنفيلد في صيف 2024، بدا وكأنه الخليفة المثالي ليورجن كلوب، خاصة بعد قيادته الفريق لتحقيق لقب الدوري الإنجليزي الممتاز في موسمه الأول، مما زرع الأمل في استمرار المشروع الذهبي للريدز. لكن هذا الأداء المبهر تحول إلى كابوس كروي في الموسم التالي، حيث تعرض ليفربول لأربع هزائم متتالية، أبرزها أمام مانشستر يونايتد بنتيجة 2-1 في آنفيلد، ما دفع صافرات الإنذار للصدح بقوة في أروقة النادي. وجد سلوت نفسه في موقف صعب، وسط انتقادات لاذعة لخياراته الفنية وتغييراته التكتيكية المتكررة، خاصة بعد استبعاده بعض القادة الأساسيين مثل أندي روبرتسون، وإصراره على تجارب هجومية لم تحقق النجاح المرجو حتى الآن.
مستقبل محمد صلاح: تراجع الأداء وفتور العلاقة
منذ رحيل يورجن كلوب، لم يعد محمد صلاح اللاعب الذي اعتاد العالم رؤيته في قمة مستواه. تراجع مردوده التهديفي بشكل ملحوظ، وابتعد تدريجيًا عن دوره المحوري والمؤثر في الملعب. حاول المدرب سلوت توظيف صلاح في أدوار مختلفة، كجناح صريح وكمهاجم متأخر، لكن النتائج جاءت عكسية، وبدا “الفرعون المصري” مقيدًا، يفتقد الحرية التي كان يتمتع بها تحت قيادة كلوب، الذي كان يعرف بالضبط كيف يستخرج أقصى طاقاته، ويمنحه الثقة والدعم في كل لحظة. وتشير تقارير داخلية إلى أن العلاقة بين محمد صلاح والجهاز الفني الجديد لم تعد بنفس الدفء والحميمية، وسط حديث متزايد عن احتمالية رحيله في الصيف المقبل نحو أحد أندية الدوري السعودي أو الدوري الإسباني.
يورجن كلوب يفتح باب العودة للريدز
فجر يورجن كلوب مفاجأة من العيار الثقيل حين صرّح في حواره عبر بودكاست “Diary of a CEO” قائلاً: “قلت من قبل إنني لن أدرب أي نادٍ آخر في إنجلترا. لذا، إن عدت يومًا، فسيكون إلى ليفربول. نظريًا، هذا ممكن”. كلوب، الذي رحل في مايو 2024 بعد تسع سنوات قضاها على رأس الإدارة الفنية، ترك بصمة لا تُمحى في تاريخ النادي. لقد قاد “الريدز” لتحقيق لقب الدوري الإنجليزي بعد غياب دام 30 عامًا، وتوج بدوري أبطال أوروبا، وكأس العالم للأندية، والسوبر الأوروبي، وترك خلفه إرثًا عظيمًا من الإنجازات والألقاب.
شراكة تاريخية: فلسفة كلوب وأثرها على صلاح
لم تكن العلاقة بين يورجن كلوب ومحمد صلاح مجرد علاقة لاعب بمدرب، بل كانت شراكة فكرية وإنسانية مبنية على الثقة والاحترام المتبادل. منح كلوب “مو” الحرية الإبداعية الكاملة داخل الملعب، ووفر له بيئة مثالية تناسب شخصيته الطموحة. وفي المقابل، رد صلاح بالولاء الكامل، وبتقديم مواسم استثنائية جعلته أحد أفضل هدافي النادي عبر التاريخ. كان كلوب يعرف متى يحفز صلاح بالكلمة، ومتى يمنحه الراحة اللازمة، ومتى يضعه في مركز يجعله أخطر لاعبي العالم. أما سلوت، فرغم اجتهاده الواضح، لم ينجح حتى الآن في قراءة شخصية صلاح بالشكل المطلوب، ولم يوفر له نفس المساحة للتألق والإبداع التي اعتاد عليها.
جماهير آنفيلد تتطلع لعودة الروح: هل يعود كلوب؟
بدأت جماهير ليفربول تطالب بوضوح بعودة يورجن كلوب، ليس فقط لإنقاذ النتائج المتراجعة، بل لإحياء روح الفريق المفقودة. ما ميز ليفربول في عهد كلوب لم يكن فقط الأداء الهجومي الكاسح، بل الهوية الواضحة، والقدرة على قلب النتائج المستحيلة، والإيمان العميق بأن لا شيء مستحيل. يبدو مستقبل محمد صلاح مرهونًا بشكل كبير بمصير دكة ليفربول. فعودة كلوب قد تعني تجديد العلاقة التاريخية بينهما، وقد تدفع صلاح للبقاء واختتام مسيرته في النادي الذي صنع اسمه العالمي. أما استمرار آرني سلوت، في ظل غياب الانسجام الحالي، فقد يدفع النجم المصري نحو الرحيل في الصيف المقبل، بحثًا عن تجربة جديدة قبل نهاية مسيرته الأوروبية الحافلة.

