يُكشف لأول مرة: المحطات الحاسمة التي صاغت مسيرة تاتا في صناعة السيارات
تطورت شركة تاتا موتورز من مجرد مصنع للقاطرات والشاحنات لتصبح اليوم عملاقًا عالميًا في صناعة السيارات، بما في ذلك مركبات الركاب والسيارات الكهربائية. أبرز محطات رحلتها كان استحواذها الاستراتيجي على علامتي جاكوار ولاند روفر الفاخرتين من شركة فورد عام 2008، في خطوة أكدت صعودها كقوة صناعية كبرى في العالم.
تاتا موتورز: البدايات وتأسيس العملاق الهندي
تأسست تاتا موتورز في عام 1945، وكانت تُعرف آنذاك باسم تاتا للهندسة والقاطرات، حيث بدأت نشاطها بتصنيع القاطرات. في خطوة محورية عززت قدراتها التصنيعية، دخلت الشركة في شراكة مع شركة مرسيدس بنز الألمانية عام 1954 لتصنيع الشاحنات في الهند. هذه الشراكة كانت بمثابة نقطة انطلاق قوية لتاتا في قطاع المركبات التجارية، مما مكنها من إطلاق أول مركبة تجارية خفيفة ناجحة، وهي تاتا 407، في عام 1986، وهو ما رسخ مكانتها في السوق الهندية المتنامية.
توسع تاتا في سوق سيارات الركاب: تحديات ونجاحات
لم تقتصر طموحات تاتا على المركبات التجارية، ففي عام 1991، أطلقت الشركة أول سيارة ركاب هندية بالكامل، وهي تاتا سييرا، تبعتها بتاتا إنديكا في عام 1998. حققت إنديكا نجاحًا لافتًا في الهند وبعض الأسواق الأوروبية، لكن هذا النجاح لم يمنع شركة فورد من عرض شراء قسم سيارات الركاب من تاتا عام 1999، بعد تراجع مبيعات إنديكا. إلا أن المفاوضات لم تكتمل، حيث انسحب بيل فورد من الصفقة معتبرًا أن تاتا تفتقر للخبرة الكافية في هذا المجال. على الرغم من ذلك، واصلت تاتا إطلاق سيارات ركاب ناجحة مثل تاتا سومو وتاتا سفاري، ودخلت في شراكة لتصنيع الحافلات مع شركة ماركوبولو البرازيلية.
نقطة تحول عالمية: استحواذ تاتا على جاكوار ولاند روفر
في تحول استراتيجي وغير متوقع، استغلت تاتا الأزمة المالية التي كانت تعاني منها فورد عام 2008، واستحوذت على علامتي جاكوار ولاند روفر البريطانيتين الفارهتين مقابل 2.3 مليار دولار أمريكي. اعتبرت هذه الصفقة بمثابة رد اعتبار لتاتا، ورسخت مكانتها كلاعب عالمي رئيسي في سوق السيارات الفاخرة. في ذات الفترة، أطلقت تاتا أيضًا سيارة تاتا نانو الطموحة، التي وصفت بأنها أرخص سيارة في العالم، بهدف توفير وسيلة نقل ميسورة التكلفة للطبقة المتوسطة في الهند. ورغم النوايا النبيلة خلفها، واجهت نانو تحديات كبيرة في السوق ولم تحقق النجاح المتوقع منها.
