بشرى عظيمة.. الملك فهد يضع حجر الأساس لمجمع طباعة المصحف الشريف في مثل هذا اليوم

يصادف اليوم الثالث والعشرون من أكتوبر ذكرى وضع الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود حجر الأساس لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، الصرح العالمي الرائد في خدمة القرآن الكريم. منذ تأسيسه بالمدينة المنورة عام 1982، تجاوز إنتاج المجمع 350 مليون نسخة من المصحف الشريف وترجماته بلغات عديدة، موزعًا ملايين الهدايا القرآنية على المسلمين حول العالم، ومتبنيًا أحدث التقنيات لخدمة كتابه العزيز.

مجمع الملك فهد: منشأة رائدة لخدمة القرآن الكريم

في عام 1982، وتحديداً في الثالث والعشرين من أكتوبر، وضع الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود حجر الأساس لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة. بعد عامين من هذا التاريخ، وبالتحديد في 30 أكتوبر 1984، تم افتتاح هذا الصرح الكبير الذي يمتد على مساحة تقدر بمائتين وخمسين ألف متر مربع. صُمم المجمع كوحدة عمرانية متكاملة بمعايير إسلامية أصيلة، وقد نال تصميمه المميز جائزة المدينة المنورة في ديسمبر 1995، تكريماً لروعته المعمارية. يضم المجمع مجموعة واسعة من المرافق الحيوية التي تدعم عمله المتكامل وخدماته الشاملة:

• مسجد للصلاة
• مبانٍ للإدارة والصيانة
• مطبعة حديثة
• مستودعات للتخزين
• مرافق للنقل والتسويق
• أماكن للسكن والترفيه
• مستوصف طبي
• مكتبة متخصصة
• مطاعم

عطاء مستمر: رحلة الإنتاج والتوزيع العالمي للمصحف الشريف

لم ينتظر المجمع طويلاً لبدء رسالته النبيلة، فبعد أن اكتملت مراجعة أول نسخة من المصحف الشريف والتي عرفت باسم “مصحف المدينة النبوية”، من قبل لجنة علمية متخصصة راجعت القراءات والرسم والضبط والتفسير، أُعطيت الإشارة ببدء الطباعة في الأول من مايو عام 1985. كانت هذه النسخة هي باكورة الإنتاج لهذا الصرح القرآني العظيم، ومذ ذاك الحين، لم يتوقف عطاء المجمع في طباعة المصحف الشريف وتوزيعه.

يُصدر المجمع باستمرار ترجمات معاني القرآن الكريم بمختلف اللغات، وقد وصل عددها إلى 74 لغة في إحصاءات أخرى، وتشمل:

• 39 لغة آسيوية
• 16 لغة أوروبية
• 19 لغة أفريقية

يتم مراجعة هذه الترجمات بدقة وعناية من قبل متخصصين ناطقين بلغاتهم الأصلية ولديهم معرفة عميقة باللغة العربية والعلوم الشرعية. وتُوزع هذه الإصدارات القيمة على المسلمين داخل المملكة العربية السعودية وخارجها في مختلف بقاع العالم، مما يؤكد الدور الريادي للمجمع في نشر رسالة الإسلام السمحة.

تنوع الإصدارات ومبادرات الوصول إلى كل مسلم

يمتد كرم مجمع الملك فهد ليشمل ضيوف الرحمن، حيث يقدم سنويًا حوالي 20 ألف نسخة من المصاحف الشريفة كهدايا كريمة من خادم الحرمين الشريفين للحجاج الكرام عند مغادرتهم عبر المنافذ الجوية والبرية والبحرية للمملكة، وهي لفتة تقديرية تعكس اهتمام المملكة بخدمة زوار بيت الله الحرام. كما يُنتج المجمع نسخاً متعددة الأحجام من القرآن الكريم، تتراوح من أحجام الجيب الصغيرة التي يسهل حملها إلى النسخ الكبرى الفاخرة التي تزين المساجد والمنازل.
مواكبةً للتطور التقني، اتخذ المجمع خطوات رائدة لتعزيز انتشار المصحف الشريف والوصول إليه، ومن أبرز هذه المبادرات:

• إطلاق نسخة رقمية للمصحف الشريف، لتلبية احتياجات العصر الحديث.
• إنشاء مصنع متكامل خاص بالأقراص المدمجة (CD)، يغطي جميع مراحل التصنيع والطباعة والتغليف، بطاقة إنتاجية تصل إلى 840 قرصاً في الساعة.
• تطوير وإطلاق 13 موقعاً إلكترونياً متخصصاً لخدمة القرآن الكريم على شبكة الإنترنت، وذلك بسبع لغات عالمية رئيسية لتوسيع نطاق الوصول.
• خطوات رائدة لترجمة معاني القرآن الكريم إلى لغة الإشارة، لتكون الأولى من نوعها عالمياً، مما يفتح آفاقاً جديدة أمام الصم وضعاف السمع.
• إنتاج حوالي 6 آلاف نسخة من المصحف الشريف بتقنية برايل، مخصصة للمكفوفين، لتسهيل تلاوتهم وتدبرهم لكتاب الله العزيز.