نهاية عصر؟.. ريال مدريد يدرس لأول مرة في تاريخه إدخال مستثمرين من الخارج

يدرس نادي ريال مدريد الإسباني إمكانية إجراء تغيير جذري في نموذج ملكيته الممتد لأكثر من 123 عامًا، في خطوة تاريخية قد تفتح الباب أمام المستثمرين الأجانب لأول مرة. وتقوم الخطة التي يقودها الرئيس فلورنتينو بيريز على فصل الجانب الرياضي عن التجاري، مع الحفاظ على سيطرة أعضاء النادي على القرارات الكروية الأساسية.

خطة بيريز لتغيير هيكل ملكية ريال مدريد

كشفت تقارير صحفية أن الرئيس فلورنتينو بيريز يسعى لإحداث تغيير مدروس في الهيكل الإداري والمالي للنادي قبل نهاية ولايته الحالية. وتهدف هذه الخطة إلى تأمين مستقبل النادي المالي من خلال إدخال استثمارات خارجية، وهو أمر غير مسبوق في تاريخ الكيان الملكي، مع ضمان بقاء السيطرة على الجانب الرياضي في أيدي الأعضاء.

تفاصيل نموذج الملكية المقترح للنادي الملكي

يتركز المقترح الأساسي الذي تتم دراسته على تقسيم النادي إلى كيانين منفصلين لضمان استقلالية القرارات الرياضية عن الأنشطة التجارية. وبحسب الخطة، سيكون الهيكل الجديد كالتالي:

• كيان رياضي يختص بإدارة فريق كرة القدم وجميع شؤونه، وتبقى ملكيته وسلطة اتخاذ القرار فيه حصرًا لأعضاء النادي.
• كيان تجاري واستثماري يتولى إدارة الأعمال والعقود التجارية، ويمكن طرح حصص منه للبيع لمستثمرين من خارج النادي.

كما نوقشت فكرة تطبيق نموذج “50+1” المتبع في ألمانيا، والذي يضمن للأعضاء امتلاك حصة الأغلبية دائمًا، لكن تنفيذه يواجه تحديات قانونية ومالية معقدة.

رفض مقترح تحويل العضوية لأسهم

كانت إدارة ريال مدريد قد طلبت دراسة من شركة “كليفورد تشانس” القانونية حول إمكانية تحويل عضويات النادي إلى أسهم تكون مملوكة لمؤسسة ريال مدريد. إلا أن الشركة الاستشارية نصحت بعدم المضي قدمًا في هذا المسار بسبب التعقيدات القانونية الكبيرة التي قد تعرقل تطبيقه بنجاح.

بيريز يضع خطًا أحمر أمام سلطة المستثمرين

أكد فلورنتينو بيريز بشكل واضح أنه لن يسمح للمستثمرين المحتملين بالتدخل في الشؤون الرياضية للنادي. وشدد على أن القرارات الحاسمة مثل تعيين المدربين أو إقالتهم، أو اختيار الصفقات الجديدة، ستبقى صلاحية حصرية لمجلس الإدارة المنتخب من قبل أعضاء النادي.

مستقبل ريال مدريد مرهون بتصويت الأعضاء

لن يتم إقرار أي تغيير في نموذج ملكية النادي إلا بعد عرضه للتصويت في الجمعية العمومية والحصول على موافقة الأعضاء. ويواجه بيريز تحديًا كبيرًا في إقناعهم بأن هذه الخطوة تمثل فرصة استراتيجية لتعزيز قوة النادي المالية ومواكبة التغيرات في عالم كرة القدم، دون التنازل عن هوية ريال مدريد وتقاليده الراسخة.