الوضع يخرج عن السيطرة.. “جزيرة القطط” تستغيث وأعداد الهرر السائبة تفوق قدرة الحكومة

تواجه قبرص، المعروفة بلقب “جزيرة القطط”، أزمة متفاقمة مع تجاوز أعداد القطط السائبة المليون، أي ما يعادل قطة لكل إنسان. وفي مواجهة هذا التحدي البيئي والإنساني، ضاعفت الحكومة ميزانية برنامج التعقيم ثلاث مرات، لكن الخبراء ونشطاء حماية الحيوان يؤكدون أن المال وحده لا يكفي لحل المشكلة دون خطة وطنية شاملة.

زيادة ميزانية تعقيم القطط لا تكفي

أعلنت وزيرة البيئة ماريا بانايوتيو عن رفع ميزانية برنامج تعقيم القطط السائبة من 100 ألف يورو إلى 300 ألف يورو سنوياً. ورغم أن هذه الخطوة تعتبر تقدماً مهماً، إلا أنها قوبلت بتحفظ من الخبراء. حيث يرى شارالامبوس ثيوبمتو، رئيس اللجنة البرلمانية للبيئة، أن التمويل وحده ليس حلاً، مشدداً على ضرورة وجود خطة وطنية واضحة وشاملة لمعالجة الأزمة من جذورها، لأن التعقيم العشوائي لن يغير الواقع.

اقرأ أيضًا: الغموض يبدأ الآن.. مسلسل Black Rabbit الأمريكي ينطلق بموجة إثارة متصاعدة.

تكاثر القطط السائبة يخرج عن السيطرة

يعود السبب الرئيسي لهذه الأزمة إلى التكاثر غير المنضبط للقطط في الشوارع، خاصة مع توفر الطعام الذي يقدمه السكان المحليون والسياح مما يزيد من معدلات بقاء الصغار على قيد الحياة. ووفقاً لمفوّضة البيئة أنطونيا ثيودوسيو، فإن البرنامج الحالي لا يقوم إلا بتعقيم ألفي قطة سنوياً، وهو رقم ضئيل جداً مقارنة بالحاجة الفعلية. وتؤكد جمعيات الرفق بالحيوان أن مضاعفة الميزانية لن تكون فعالة ما لم يتم إشراك الجمعيات المتخصصة التي تمتلك الخبرة الميدانية اللازمة للتعامل مع القطط البرية.

قبرص وجزيرة القطط علاقة تاريخية تواجه تحديات

ترتبط القطط بتاريخ قبرص منذ آلاف السنين، حيث تم اكتشاف أقدم دليل على استئناسها في العالم بالجزيرة ويعود إلى 9500 عام. كما تروي الأسطورة أن القديسة هيلانة أرسلت سفناً محملة بالقطط في القرن الرابع الميلادي لمكافحة الأفاعي. وعلى مر العصور، أصبحت القطط رمزاً للبركة وجزءاً لا يتجزأ من المشهد الثقافي والسياحي. لكن هذه الصورة الجميلة تخفي اليوم واقعاً صعباً من المعاناة بسبب التكاثر المفرط الذي يحولها من رمز للمحبة إلى عبء بيئي وإنساني.

اقرأ أيضًا: بعد غياب.. شذى تطرح أحدث أغانيها “زمانك دلوقتي” (فيديو)

خطة وطنية مقترحة لحل أزمة القطط

يرى ديميتريس إيبامينونداس، رئيس جمعية الأطباء البيطريين القبرصيين، أن حل الأزمة ممكن خلال أربع سنوات فقط إذا تم تبني خطة وطنية موحدة. وتقترح الجمعية خطة عمل تشمل عدة إجراءات أساسية لمعالجة مشكلة تكاثر القطط في قبرص بشكل فعال.

  • تحديد المناطق الأكثر اكتظاظاً بالقطط لتوجيه الجهود إليها.
  • تشكيل فرق متخصصة لجمع القطط ونقلها إلى العيادات البيطرية للتعقيم.
  • إطلاق تطبيق إلكتروني يسمح للمواطنين بالإبلاغ عن تجمعات القطط.
  • إنشاء صندوق تبرعات وطني لتشجيع مشاركة القطاع الخاص والأفراد.

تكلفة تعقيم القطط بين الشارع والمنزل

يوجد تفاوت واضح في تكاليف عمليات التعقيم، حيث تكون الإجراءات للقطط السائبة مدعومة وأقل تكلفة لتشجيعها على نطاق واسع، بينما ترتفع التكلفة للقطط المنزلية التي تتطلب رعاية إضافية.

اقرأ أيضًا: اتهامات خطيرة تلاحق شركة أوبو.. آبل تكشف تفاصيل تجنيد موظف لسرقة أسرار ساعة آبل الصحية | هل تتورط أوبو في فضيحة تجسس؟

نوع القطةالتكلفة باليوروالتكلفة بالدولار الأمريكي (تقريبي)
قطة سائبة55 يورو64 دولاراً
قطة منزلية120 يورو140 دولاراً

وتعمل الجهات الرسمية حالياً على إعداد استراتيجية طويلة الأمد تشمل إحصاء دقيق لأعداد القطط وتنظيم الملاجئ. ويأمل الجميع أن تنجح هذه الجهود في إعادة التوازن للجزيرة، لتظل مكاناً آمناً ورحيماً بالحيوانات التي شكلت جزءاً من هويتها.

اقرأ أيضًا: ظهور جديد لسلمى أبو ضيف.. تنطلق في تصوير مسلسل “بنج كلي” بمشاركة دياب وإخراج نادين خان