تحذير رسمي.. المرور يكشف عن خطأ بسيط وراء مئات الحوادث في تبوك
كشفت الإدارة العامة للمرور بالسعودية عن الأسباب الثلاثة الرئيسية وراء غالبية الحوادث المرورية في منطقة تبوك خلال عام ٢٠٢٤، حيث تمثلت في عدم ترك مسافة آمنة، واستخدام الهاتف المحمول أثناء القيادة، بالإضافة إلى الانحراف المفاجئ، وهو ما يشكل أكثر من نصف إجمالي الحوادث المسجلة بالمنطقة.
أبرز مسببات الحوادث المرورية في تبوك
أوضحت الإدارة أن عدم ترك مسافة كافية بين المركبات يتصدر قائمة الأسباب، حيث يؤدي هذا السلوك إلى تقليص زمن الاستجابة لدى السائقين في المواقف المفاجئة، الأمر الذي يزيد بشكل كبير من احتمالية وقوع التصادمات الخلفية، خاصة داخل المدن المزدحمة.
ويظل استخدام الهاتف المحمول أثناء القيادة خطرًا متناميًا على الطرق، فيما ينشغل السائق بقراءة الرسائل النصية أو تصفح تطبيقات التواصل الاجتماعي، وهو ما يشتت انتباهه الكامل عن مراقبة حركة السير ويجعله أكثر عرضة لارتكاب الأخطاء القاتلة.
كما يُعد الانحراف المفاجئ دون استخدام الإشارات الضوئية أو مراعاة المركبات المجاورة أحد أكثر السلوكيات المسببة للحوادث الجسيمة، حيث يربك هذا التصرف قائدي السيارات الآخرين، لا سيما على الطرق السريعة التي تتطلب تركيزًا عاليًا وسرعة في اتخاذ القرار.
جهود المرور السعودي لتعزيز السلامة على الطرق
وفي هذا السياق، تعمل فرق المرور الميدانية على تكثيف الرقابة في النقاط التي تشهد كثافة مرورية عالية، وقد أطلقت الإدارة سلسلة من الحملات الإعلامية عبر منصات التواصل الاجتماعي لتذكير السائقين بأهمية القيادة الآمنة والالتزام بالأنظمة المرورية لحماية الجميع.
وأكدت الإدارة العامة للمرور أن التكنولوجيا الحديثة أصبحت جزءًا أساسيًا من استراتيجياتها للرقابة، حيث تعتمد بشكل متزايد على الكاميرات الذكية لرصد السلوكيات غير النظامية بشكل آلي، وهو ما يضمن تطبيق القانون بفاعلية أكبر ودقة أعلى.
وتولي الإدارة أهمية خاصة لتوعية السائقين الجدد من خلال برامج التدريب بمدارس القيادة، كما تتعاون مع جهات حكومية وخاصة لتنفيذ برامج تثقيفية ميدانية تستهدف طلاب الجامعات والمدارس بهدف غرس مبادئ القيادة الآمنة لديهم منذ سن مبكرة.
نتائج ملموسة وتوصيات للحد من حوادث تبوك المرورية
وقد أسفرت هذه الجهود عن انخفاض نسبي في عدد الحوادث بمنطقة تبوك خلال النصف الثاني من عام ٢٠٢٤ مقارنة بالفترة ذاتها من العام السابق، فيما لوحظ تراجع ملحوظ في مخالفات استخدام الجوال أثناء القيادة، مما يعكس فاعلية الإجراءات المتبعة.
ويرى خبراء السلامة المرورية أن الحد من الحوادث لا يتحقق فقط عبر تطبيق الغرامات، بل «بترسيخ ثقافة الوعي المروري وجعلها سلوكًا يوميًا لدى جميع قائدي المركبات»، الأمر الذي يحتاج إلى تكاتف مجتمعي مستمر لتحقيق أهداف رؤية السعودية ٢٠٣٠.
واختتمت الإدارة بالتأكيد على أن السلامة المرورية مسؤولية مشتركة، داعية جميع السائقين إلى التعاون والإبلاغ عن الممارسات المتهورة، حيث إن الالتزام بالقواعد واحترام الطريق هو خط الدفاع الأول لحماية الأرواح والممتلكات على طرقات المملكة كافة.