صدمة أسعار الذهب تشعل الأسواق العالمية بارتفاع تاريخي مفاجئ

سجلت أسعار الذهب قفزة تاريخية يوم الثلاثاء متجاوزة لأول مرة حاجز ٤١٠٠ دولار للأونصة، حيث جاء هذا الصعود مدفوعًا بتزايد التوقعات حول خفض مرتقب لأسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، إلى جانب تصاعد التوترات التجارية بين واشنطن وبكين، الأمر الذي عزز جاذبية المعدن الأصفر كملاذ آمن.

وفي تفاصيل التداولات، ارتفع الذهب في المعاملات الفورية بنسبة ١٫٣٪ ليبلغ ٤١٦٢٫٣١ دولارًا للأونصة بحلول الساعة ٠٣:٤١ بتوقيت غرينتش، فيما صعدت العقود الأمريكية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر بنسبة ٠٫٩٪ مسجلةً ٤١٧١ دولارًا، وهو ما يعكس قوة الزخم الشرائي في الأسواق العالمية حاليًا.

موجة الصعود تطال المعادن الثمينة الأخرى

ولم يقتصر الصعود على الذهب وحده، إذ لحقت به المعادن النفيسة الأخرى مسجلةً مكاسب ملحوظة، حيث ارتفعت الفضة بنسبة ١٫١٪ بعد أن لامست أعلى مستوى لها على الإطلاق، الأمر الذي يؤكد أن سوق المعادن الثمينة يعيش حالة صعود استثنائية مدفوعة بعوامل اقتصادية وجيوسياسية مترابطة.

توقعات الفائدة الأمريكية المحرك الرئيسي للسوق

ويرى محللون أن رهانات السوق على استمرار الاحتياطي الفيدرالي في نهج خفض الفائدة تمثل الدافع الأهم وراء هذا الارتفاع، حيث أوضحت تصريحات لمسؤولين بالبنك أن «المخاطر المتزايدة بسوق العمل الأمريكي تعزز مبررات هذا التوجه»، بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل عمليات الشراء المكثفة من البنوك المركزية.

وبالرغم من التصعيد التجاري، أكد وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت أن الرئيس دونالد ترمب يخطط لعقد اجتماع مع نظيره الصيني شي جينبينغ، وهي تطورات سياسية تتابعها الأسواق عن كثب لمعرفة تأثيرها المحتمل على مسار الاقتصاد العالمي وأسعار الأصول المختلفة.

توقعات متفائلة لمستقبل أسعار الذهب

وتعكس التوقعات المستقبلية حالة من التفاؤل، إذ تشير تقديرات مؤسسات مالية كبرى مثل بنك أوف أمريكا إلى احتمالية وصول أسعار الذهب لمستوى ٥٠٠٠ دولار بحلول عام ٢٠٢٦، فيما رفع بنك ستاندرد تشارترد متوسط توقعاته إلى ٤٤٨٨ دولارًا للأونصة خلال الفترة نفسها، مما يشي باستمرار الزخم الصعودي.