صدمة ماريا كورينا ماتشادو وقرار رسمي بحظرها من سباق الرئاسة
في خطوة لافتة، منحت لجنة نوبل في أوسلو جائزة نوبل للسلام لعام ٢٠٢٥ للسياسية الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو، وذلك تقديرًا لنضالها المستمر من أجل الحقوق الديمقراطية ومقاومتها للاستبداد، وهو ما يجعل هذا التكريم تتويجًا لمسيرة طويلة جعلتها أحد أبرز رموز الحرية في أمريكا اللاتينية.
اعتراف عالمي بنضال ديمقراطي سلمي
بررت لجنة نوبل قرارها بأن ماتشادو تجسد الإصرار المدني على التغيير السلمي، حيث أشادت بقدرتها الفريدة على بناء حركة ديمقراطية واسعة رغم الملاحقات القضائية والقيود الأمنية، الأمر الذي ساهم في توثيق نتائج الانتخابات الرئاسية ومواجهة محاولات التلاعب بها، فيما أكدت اللجنة أن الجائزة تحمل رسالة عالمية لكل الشعوب التي تكافح من أجل الديمقراطية.
من هي ماريا كورينا ماتشادو أيقونة المعارضة الفنزويلية؟
تعد ماريا كورينا ماتشادو من أبرز وجوه النضال المدني في فنزويلا، وقد مرت مسيرتها بعدة محطات رئيسية شكلت وعيها السياسي:
- ولدت في العاصمة كاراكاس عام ١٩٧٦ وتخرجت كمهندسة صناعية قبل انخراطها في العمل العام.
- أسست منظمة “سوماتي” المدنية عام ٢٠٠٢، التي ركزت على مراقبة الانتخابات والدعوة للشفافية.
- شغلت مقعدًا في البرلمان، حيث برزت كأحد أقوى الأصوات المعارضة لنظام نيكولاس مادورو.
- واجهت حظرًا من الترشح للانتخابات الرئاسية لعام ٢٠٢٤، في خطوة أثارت إدانة دولية واسعة.
تغليب المصلحة الوطنية على الطموح الشخصي
ورغم منعها من خوض الانتخابات، أظهرت ماتشادو نضجًا سياسيًا بدعمها المرشح المعارض إدموندو غونزاليس أوروتيا، حيث واصلت نضالها من الداخل رغم التهديدات ومنعها من السفر، مؤكدة في تصريحات سابقة أن «القوة الحقيقية ليست في السلطة، بل في إيمان الناس بحقهم في أن يعيشوا بحرية».
دلالات فوز ماريا كورينا ماتشادو بجائزة نوبل للسلام
يرى مراقبون أن فوز ماريا كورينا ماتشادو بجائزة نوبل للسلام يتجاوز كونه اعترافًا بشجاعتها الفردية، إذ يمثل رسالة سياسية مباشرة إلى نظام مادورو بأن انتهاكات الحقوق الديمقراطية تخضع لرقابة دولية، وهو ما قد يفتح الباب أمام ضغوط جديدة لدعم التحول السلمي في فنزويلا.
ويُتوقع أن يعزز هذا التكريم العالمي مكانة المعارضة الفنزويلية على الساحة الدولية، ويمنح زخمًا قويًا للحوار الوطني الهادف لتنظيم انتخابات حرة ونزيهة، فيما يمنح الجائزة أملًا جديدًا للشعب الفنزويلي الذي أنهكته الأزمات السياسية والاقتصادية الطويلة، لتصبح ماتشادو عنوانًا للتحدي والإصرار.