رقم غير مسبوق.. أسعار الذهب تتجاوز حاجز 4000 دولار | تطور جديد يخالف كل التوقعات

سجلت أسعار الذهب قفزة تاريخية يوم الأربعاء الثامن من أكتوبر، حيث تجاوز سعر الأونصة لأول مرة حاجز 4000 دولار، بارتفاع فوري تجاوز 1%. ويأتي هذا الصعود مدفوعاً بحالة عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي، بالإضافة إلى التوقعات المتزايدة بخفض أسعار الفائدة الأمريكية، مما عزز جاذبية المعدن الأصفر كملاذ آمن للمستثمرين.

تفاصيل الارتفاع القياسي في أسعار المعادن النفيسة

شهدت أسواق المعادن النفيسة موجة صعود قوية خلال تعاملات يوم الأربعاء، حيث لحقت الفضة والبلاتين والبلاديوم بالمسار الصاعد للذهب. ووصلت أسعار الفضة إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق، بينما سجلت المعادن الأخرى ارتفاعات ملحوظة لم تشهدها منذ سنوات، مما يعكس حالة الزخم القوي في هذا القطاع.

ما هي أسباب صعود أسعار الذهب؟

يعود الارتفاع الكبير في أسعار الذهب والفضة إلى مجموعة من العوامل التي زادت من جاذبيتهما كأصول استثمارية آمنة. وأوضح ماثيو بيغوت، مدير الذهب والفضة في شركة ميتالز فوكس، أن قوة الذهب تعكس خلفية اقتصادية وجيوسياسية إيجابية للغاية لأصول الملاذ الآمن، إلى جانب المخاوف بشأن الملاذات التقليدية الأخرى.

وتتضمن المحركات الرئيسية لهذا الصعود ما يلي:

• توقعات الأسواق بخفض وشيك لأسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
• تزايد حالة عدم اليقين السياسي والاقتصادي على المستوى العالمي.
• عمليات شراء قوية ومنتظمة من قبل البنوك المركزية حول العالم لتعزيز احتياطياتها.
• تدفقات استثمارية ضخمة إلى صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب.
• تراجع أداء الدولار الأمريكي، مما يجعل الذهب أقل تكلفة لحاملي العملات الأخرى.

أداء الذهب يتفوق على الأسهم والعملات المشفرة

يُعتبر الذهب أحد أفضل الأصول أداءً خلال العام الحالي، متجاوزًا بذلك مكاسب أسواق الأسهم العالمية وعملة بتكوين. وارتفعت أسعار المعدن الثمين بنسبة 54% منذ بداية العام، استكمالًا لزيادة بلغت 27% في العام الماضي، مما يرسخ مكانته كمخزن آمن للقيمة في أوقات الاضطرابات. وفي المقابل، تعرض الدولار الأمريكي والنفط الخام لخسائر، بينما حققت الفضة مكاسب بلغت 71% منذ بداية عام 2025.

توقعات مستقبلية لأسعار الذهب والفائدة الأمريكية

تشير التوقعات إلى استمرار المسار الصاعد للذهب في ظل بقاء العوامل الداعمة له. ويتوقع بيغوت أن يواصل الذهب ارتفاعه خلال العام في محاولة لبلوغ مستوى 5000 دولار للأونصة، مشيراً إلى عدم وجود محفز حقيقي قد يدفعه للتراجع بشكل ملموس في الوقت الحالي. وعلى صعيد السياسة النقدية، تتوقع الأسواق أن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس هذا الشهر، مع خفض آخر محتمل قبل نهاية العام، وهو ما يدعم أسعار المعادن النفيسة التي لا تدر عائدًا.