جنون سعر الذهب يقفز لمستوى تاريخي جديد فوق 4000 دولار

شهدت أسعار الذهب قفزة تاريخية غير مسبوقة على الصعيدين العالمي والمحلي، حيث تجاوز سعر الأوقية عالميًا حاجز ٤٠٠٠ دولار للمرة الأولى، وهو ما انعكس مباشرة على السوق المصرية التي سجل فيها الجرام مستويات قياسية، الأمر الذي دفع المستهلكين إلى تغيير سلوكهم الشرائي بشكل ملحوظ بالتوجه نحو الاستثمار بدلًا من الزينة.

أدى الارتفاع الكبير في تكلفة المعدن الأصفر إلى تراجع الإقبال بشكل واضح على شراء المشغولات الذهبية التقليدية، فيما اتجه العديد من المواطنين إلى اقتناء السبائك والجنيهات الذهبية بهدف الادخار والحفاظ على قيمة أموالهم، وهو ما غير من ديناميكيات السوق المحلي وأثر على طبيعة الطلب بشكل مباشر، خاصة في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي.

تحول المستهلكين نحو السبائك مع ارتفاع أسعار الذهب

أوضح مدحت عليش، أحد تجار الذهب، أن هذا الصعود التاريخي أثر بشكل مباشر على القدرة الشرائية للمواطنين، حيث بات الإقبال محدودًا حتى في المناسبات الاجتماعية مثل شراء “الشبكة”، التي أصبحت تقتصر على قطعتين فقط في معظم الحالات، وهو ما يعكس حجم التحدي الذي يواجهه المستهلكون في ظل المستويات السعرية الحالية.

يرى التجار أن الإقبال المتزايد على السبائك والجنيهات لا يعوض تراجع مبيعات المشغولات الذهبية بالكامل، حيث أن هامش الربح في المشغولات يعد المصدر الرئيسي لمكاسبهم، فيما يبقى بيع الذهب الخام كسبائك وجنيهات ذا مردود أقل بالنسبة لهم، الأمر الذي يضع ضغطًا إضافيًا على تجار التجزئة في السوق المحلي.

تفاصيل القفزة القياسية في أسعار الذهب

عزز الصعود في البورصات العالمية من مكاسب المعدن الأصفر محليًا، حيث سجلت الأسعار ارتفاعات متتالية مدفوعة بحالة الترقب لقرارات الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة، بالإضافة إلى التوترات الجيوسياسية التي تدفع المستثمرين نحو الملاذات الآمنة، وهو ما يفسر وصول الأوقية إلى مستويات لم تشهدها الأسواق من قبل.

من جهته، أشار لطفي المنيب، نائب رئيس شعبة الذهب، إلى أن السوق تشهد حركة مزدوجة في الوقت الحالي، حيث يقبل البعض على بيع مقتنياتهم الذهبية لتحقيق مكاسب رأسمالية من الارتفاعات الأخيرة، بينما يواصل آخرون عمليات الشراء بغرض الاستثمار والتحوط من التضخم، وهو ما يخلق حالة من النشاط الملحوظ.

مستقبل أسعار الذهب يواجه حالة من عدم اليقين

اعتبر هاني ميلاد، رئيس الشعبة العامة للذهب، أن «الارتفاعات القياسية عالميًا وكسر حاجز ٤٠٠٠ دولار للأونصة يجعل التوقعات المحلية ضبابية للغاية»، حيث تبقى السوق مرهونة بتقلبات الأسواق العالمية واستمرار حالة عدم اليقين، الأمر الذي يجعل من الصعب التنبؤ بالمسار المستقبلي للأسعار على المدى القصير.