صدمة سعر الذهب يسجل قفزة تاريخية تهز الأسواق العالمية
سجل الذهب ارتفاعًا قياسيًا صباح الأربعاء، متجاوزًا حاجز ٤ آلاف دولار للأوقية لأول مرة في تاريخه، الأمر الذي يعكس أزمة ثقة عالمية عميقة في الأنظمة المالية والسياسية، ويدفع المستثمرين بقوة نحو الملاذات الآمنة لحماية رؤوس أموالهم من التقلبات المتصاعدة.
أسباب صعود الذهب في ظل الأزمات العالمية
يُعزى هذا الصعود التاريخي إلى مجموعة من العوامل المتزامنة، حيث تتصدرها الأزمات السياسية والتوترات الجيوسياسية المتفاقمة، وهو ما أدى إلى زيادة الطلب على المعدن الأصفر كمخزن آمن للقيمة، مسجلاً قفزات سعرية غير مسبوقة منذ بداية عام ٢٠٢٥.
يجد المستثمرون في المعدن النفيس ملاذهم وسط ظروف دولية مضطربة، تضمنت بشكل رئيسي العوامل التالية:
- الشلل الحكومي في الولايات المتحدة بسبب الخلافات حول الموازنة الفيدرالية.
- الأزمة السياسية في فرنسا بعد استقالة رئيس الوزراء.
- تزايد التوترات الجيوسياسية في أوكرانيا ومنطقة الشرق الأوسط.
دور البنوك المركزية وأسعار الفائدة في دعم أسعار الذهب
يستفيد الذهب بشكل مباشر من تراجع أسعار الفائدة في أوروبا والولايات المتحدة، الأمر الذي يقلل من تكلفة فرصة حيازته مقارنة بالأصول الأخرى، فيما يعزز ضعف الدولار الأمريكي من جاذبيته، خاصة مع زيادة مشتريات البنوك المركزية في دول مثل روسيا والصين وتركيا.
هذه الزيادة في الطلب الرسمي تهدف إلى تقليل الاعتماد على الدولار، حيث واصلت البنوك المركزية تعزيز احتياطياتها من المعدن الأصفر، وهو ما يوفر دعمًا قويًا ومستدامًا للأسعار في الأسواق العالمية، دافعًا إياها نحو مستويات قياسية جديدة وغير مسبوقة.
مستقبل الذهب وتحذيرات من تدهور الثقة بالنظام المالي
في هذا السياق، حذر الخبير الاقتصادي أرنو دو بليزي، مدير استراتيجيات المعادن النفيسة، من أن وصول السعر لهذا المستوى يعد مؤشرًا خطيرًا، حيث صرح بأن «تخطي الذهب حاجز ٤ آلاف دولار قد يشير إلى تدهور الثقة في النظام المالي العالمي وبداية فترة طويلة من الاضطرابات».
يعكس الارتفاع القياسي للمعدن النفيس، الذي بلغت نسبته حوالي ١٣٥٪ خلال السنوات الثلاث الماضية، أزمة ثقة شاملة، حيث يُنظر إلى الذهب حاليًا باعتباره رمز الاستقرار الأبرز في ظل عجز الحكومات عن احتواء المخاوف المتزايدة من الركود الاقتصادي العالمي.