مفاجأة.. العالم عمر باغي يحول الهواء لماء ويفوز بجائزة نوبل

في إنجاز علمي عربي تاريخي، فاز العالم الأردني الأمريكي عمر ياغي بجائزة نوبل للكيمياء لعام ٢٠٢٥، وذلك تقديرًا لاكتشافاته الثورية في مجال المواد الجزيئية القادرة على استخلاص الماء من الهواء وتخزين الغازات، وهو ما يفتح آفاقًا جديدة لحل أزمات المياه عالميًا ويحول حلم الطفولة إلى واقع ملموس.

تُوّجت مسيرة ياغي العلمية بابتكاره “الأطر الفلزية العضوية” (MOFs)، وهي مواد شبكية مسامية فائقة الدقة أحدثت ثورة في الكيمياء الحديثة، حيث تتمتع بقدرة استثنائية على تخزين الغازات مثل الهيدروجين والميثان بكفاءة عالية، الأمر الذي يمهد الطريق لتطبيقات واعدة في مجالات الطاقة النظيفة وتنقية الهواء.

اكتشافات عمر ياغي التي غيرت مفهوم استخلاص الماء

انتقل ياغي بأبحاثه التي أجراها في جامعة كاليفورنيا إلى مستوى تطبيقي مبتكر بعد تطوير مادة MOF-801، التي أظهرت فعالية مدهشة في التقاط بخار الماء من الجو، حتى في البيئات الصحراوية ذات الرطوبة المنخفضة التي تصل إلى ٢٠٪ فقط، وهو ما جعل فكرة توفير المياه في المناطق الجافة ممكنة.

وبالتعاون مع باحثين من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، تكللت هذه الجهود بتصميم جهاز نموذجي يعمل بالطاقة الشمسية، حيث يمكنه إنتاج ما يقارب لترين من المياه النقية يوميًا بالاعتماد الكامل على الهواء المحيط، ليقدم حلًا عمليًا ومستدامًا لمشكلة شح المياه التي تواجه العديد من المجتمعات حول العالم.

رحلة العالم الأردني من طفولة صعبة إلى منصة نوبل

تعود جذور إلهام العالم الفائز إلى طفولته في الأردن ضمن عائلة فلسطينية بسيطة، حيث نشأ في منزل يفتقر إلى الماء والكهرباء، وهو ما غرس في ذهنه سؤالًا محوريًا حول إمكانية جمع الماء مباشرة من الهواء، ليبدأ رحلته العلمية الطموحة بعد انتقاله إلى الولايات المتحدة في سن الخامسة عشرة.

ويأتي فوز ياغي بجائزة نوبل بعد عام واحد فقط من تتويجه بجائزة “نوابغ العرب” لعام ٢٠٢٤، التي أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في اعتراف مبكر بأهمية أبحاثه التي تقدم حلولًا عملية لمشاكل الطاقة والمياه، ليصبح أول عالم عربي ينال هذا التكريم العالمي المرموق عن إنجاز في الكيمياء التطبيقية الحديثة.