تطور جديد.. التجارة العالمية ترفع توقعات النمو في 2025 وتحذر من منعطف خطير بـ2026
رفعت منظمة التجارة العالمية توقعاتها لنمو التجارة العالمية خلال عام 2025، مدفوعة بالطلب القوي على السلع المرتبطة بالذكاء الاصطناعي وتحسن الأوضاع الاقتصادية. لكن المنظمة حذرت في الوقت ذاته من تباطؤ حاد متوقع في عام 2026، مشيرة إلى أن التأثير الكامل للرسوم الجمركية وتباطؤ الاقتصاد العالمي سيلقي بظلاله على المشهد التجاري.
تعديل توقعات منظمة التجارة لنمو التجارة العالمية
أصدرت منظمة التجارة العالمية تقريرها الجديد “آفاق التجارة العالمية والإحصاءات” الذي كشف عن نظرة متفائلة لعام 2025 مع تشاؤم يحيط بعام 2026. ويأتي هذا التباين في التوقعات نتيجة لمجموعة من العوامل الاقتصادية والسياسية التي تشكل مستقبل حركة التجارة بين الدول.
العام | التوقع الجديد | التوقع السابق |
2025 | 2.4% | 0.9% |
2026 | 0.5% | 1.8% |
عوامل انتعاش التجارة العالمية في 2025
شهدت أحجام التجارة العالمية ارتفاعًا بنسبة 4.9% في النصف الأول من عام 2025 على أساس سنوي. وعزت المنظمة هذا النمو الإيجابي إلى عدة أسباب رئيسية عززت من حركة السلع والخدمات عالميًا.
- زيادة الواردات الأمريكية تحسبًا لفرض رسوم جمركية جديدة.
- تحسن الأوضاع الاقتصادية العامة بفضل انخفاض معدلات التضخم.
- استمرار السياسات المالية الداعمة وأسواق العمل القوية.
- النمو القوي المسجل في الأسواق الناشئة.
- ارتفاع الطلب على السلع المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.
الذكاء الاصطناعي محرك رئيسي لنمو الصادرات العالمية
لعب الطلب المتزايد على السلع التكنولوجية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي دورًا محوريًا في دعم التجارة العالمية. حيث شكل الإنفاق على هذه السلع حوالي نصف نمو التجارة في النصف الأول من العام بزيادة بلغت 20% من حيث القيمة. وشمل هذا النمو سلسلة التوريد الرقمية بأكملها بدءًا من المواد الخام مثل السيليكون وصولًا إلى الأجهزة التي تدعم المنصات السحابية. واستحوذت آسيا على ثلثي هذا النمو بينما أسهمت الولايات المتحدة بنحو الخمس.
مخاطر الرسوم الجمركية تهدد التجارة في 2026
حذرت منظمة التجارة من أن الرسوم الجمركية أصبحت مصدر ضغط رئيسي على حركة التجارة العالمية. وأشارت إلى أن الإجراءات التي فرضتها الولايات المتحدة دفعت العديد من الدول لعقد اتفاقات تجارية سريعة لكنها لم تُلغ الرسوم بالكامل. ويعتقد اقتصاديون في المنظمة أن الأثر الكامل لهذه الرسوم سيظهر بوضوح في عام 2026 مسببًا تباطؤًا كبيرًا في النمو.
تباطؤ مرتقب في تجارة الخدمات العالمية
لم تكن تجارة الخدمات بمنأى عن هذه التوقعات حيث من المتوقع أن يتباطأ نمو صادرات الخدمات عالميًا من 6.8% في عام 2024 إلى 4.6% في 2025 ثم 4.4% في 2026. ورغم أن الخدمات لا تخضع مباشرة للرسوم الجمركية إلا أنها تتأثر بشكل غير مباشر بارتباطها الوثيق بتجارة السلع والإنتاج الصناعي الذي بدأت تظهر عليه بوادر ضعف في الاقتصادات المتقدمة.