تطور جديد.. سعر الذهب عند مفترق طرق وخبير يحسم الجدل حول مصيره

شهدت أسعار الذهب العالمية قفزة تاريخية لتتجاوز حاجز 4000 دولار للأوقية للمرة الأولى على الإطلاق، مسجلة ارتفاعًا قياسيًا بنسبة 53% منذ بداية عام 2025. ويأتي هذا الصعود مدفوعًا بمزيج من التوترات الجيوسياسية والمخاوف الاقتصادية التي عززت من مكانة المعدن الأصفر كملاذ آمن للمستثمرين حول العالم.

ما هي أسباب ارتفاع أسعار الذهب عالميًا؟

يعود الارتفاع غير المسبوق في أسعار الذهب إلى عدة عوامل رئيسية تدفع المستثمرين للبحث عن الأمان في أصول موثوقة. وأوضح الخبراء أن تصاعد القلق العالمي ساهم بشكل مباشر في زيادة الطلب على المعدن النفيس، ويمكن تلخيص أهم هذه العوامل في النقاط التالية:

• التوترات الجيوسياسية المتصاعدة في مناطق مثل أوكرانيا وغزة، والتي تثير مخاوف من اتساع نطاق الصراعات.
• حالة عدم اليقين المحيطة بقوة الدولار الأمريكي والسياسات النقدية للاحتياطي الفيدرالي.
• استمرار معدلات التضخم المرتفعة وتباطؤ النمو الاقتصادي في الاقتصادات الكبرى مثل أوروبا.
• زيادة الطلب على السبائك والعملات الذهبية كوسيلة للتحوط من اضطرابات الأسواق المالية.

دور البنوك المركزية في دعم أسعار الذهب

لعبت البنوك المركزية حول العالم دورًا محوريًا في دعم الاتجاه الصعودي لأسعار الذهب. فخلال شهر سبتمبر وحده، قفزت الأسعار بنسبة 12% مدعومة بعمليات شراء ضخمة من هذه البنوك. وتشير التقديرات إلى أن البنوك المركزية في طريقها لشراء ما يقرب من 1000 طن متري من الذهب خلال عام 2025، في استمرار لنهجها بتنويع احتياطياتها وتقليل الاعتماد على الأصول المقومة بالدولار.

توقعات الخبراء لمستقبل سعر الذهب

يرى المحللون أن تجاوز سعر الأوقية حاجز 4000 دولار يمثل إشارة فنية قوية قد تدفع الأسعار لتحقيق مستويات قياسية جديدة. ويتوقع خبراء السوق استمرار الزخم الصعودي طالما بقيت المخاطر الاقتصادية والجيوسياسية قائمة.

وأكد الخبراء أن الذهب ما زال يحتفظ بلقبه كالملاذ الآمن الأول للمستثمرين في ظل حالة عدم اليقين العالمي. ويعزز هذا التوجه استمرار تدفق الاستثمارات في الصناديق المدعومة بالذهب، مما يشير إلى أن موجة الصعود الحالية قد تستمر على المدى القصير والمتوسط.