رقم غير مسبوق.. الصحة العالمية تحدد تكلفة إعادة بناء القطاع الصحي في غزة

أعلنت منظمة الصحة العالمية أن إعادة بناء القطاع الصحي المنهار في غزة سيتطلب تكلفة باهظة تزيد على 7 مليارات دولار. وأكدت المنظمة استمرارها في دعم المراكز الطبية القليلة المتبقية التي تعالج الأطفال من سوء التغذية الحاد، مشددة على أن التعافي الدائم مرهون بإعادة بناء النظم الغذائية وتوفير المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي.

تكلفة باهظة لإعادة بناء النظام الصحي في غزة

قالت الدكتورة حنان بلخي، المديرة الإقليمية لشرق المتوسط، إن إعادة تأهيل القطاع الصحي في غزة يتطلب استثمارًا ضخمًا لمعالجة الأضرار الجسيمة التي لحقت به. وأوضحت أن هذا المبلغ الضخم ضروري لتحقيق الاستقرار والسلام، داعية الجهات المانحة إلى تقديم دعم مرن ومستدام لسنوات قادمة، وليس الاكتفاء بالمساعدات الطارئة فقط، لضمان إعادة بناء البنية التحتية وتعزيز القدرات المحلية بقيادة فلسطينية.

انهيار مراكز الرعاية الأولية والجهود المبذولة

يعاني النظام الصحي من وضع حرج، فمن بين 176 مركزًا للرعاية الصحية الأولية في غزة، لا يزال نحو ثلثها فقط يعمل بشكل جزئي. وشددت المنظمة على الضرورة العاجلة لإعادة تأهيل جميع المرافق الصحية الأولية لاستعادة الخدمات الأساسية مثل عيادات التلقيح والتوليد والصيدليات وخدمات الصحة النفسية، التي تشكل العمود الفقري للصحة العامة. وفي الوقت الحالي، تواصل الفرق المتنقلة والمستشفيات الميدانية خدمة السكان النازحين كحل مؤقت.

معاناة الكوادر الطبية وخسائر بشرية فادحة

تحمل الأطباء والممرضون والعاملون في القطاع الصحي بغزة عبئًا لا يطاق من الإرهاق وفقدان الأحبة، حيث لقي أكثر من 1700 عامل صحي حتفهم منذ أكتوبر 2023. وأكدت منظمة الصحة العالمية أن الكوادر الطبية التي تواصل عملها بحاجة ماسة إلى الحماية وتوفير الأجور والدعم النفسي. وأشارت إلى أن عملية إعادة بناء النظام الصحي يجب أن تبدأ بسكان غزة أنفسهم، من خلال تدريب كوادر جديدة وإعادة فتح الكليات والمدارس الطبية.

جهود منظمة الصحة العالمية ورؤية لمستقبل أفضل

على الرغم من القصف وانقطاع الخدمات، واصلت منظمة الصحة العالمية عملها على الأرض في غزة، حيث كانت المزود الرئيسي للأدوية والمستلزمات الطبية. وشملت جهود المنظمة ما يلي:

• تقديم الدعم لما يزيد على 22 مليون علاج وعملية جراحية.
• تنسيق عمليات الإجلاء الطبي لأكثر من 7800 مريض في حالة حرجة.
• المشاركة في قيادة حملات تطعيم لحماية 600 ألف طفل من شلل الأطفال.

وتؤكد المنظمة استعدادها لدعم تعافي النظام الصحي فور توقف الصراع، برؤية تهدف إلى إعادة البناء بشكل أفضل وأكثر استدامة وقدرة على الصمود، من خلال تزويد المستشفيات بالطاقة المتجددة وتحديث شبكات المعلومات الصحية.