رقم غير مسبوق.. سعر الذهب يكسر حاجز 4000 دولار للأونصة لأول مرة في تاريخه

سجلت أسعار الذهب قفزة تاريخية غير مسبوقة متجاوزة حاجز 4000 دولار للأونصة للمرة الأولى على الإطلاق، مدفوعة بإقبال المستثمرين على الملاذات الآمنة وسط تزايد المخاوف الاقتصادية والجيوسياسية، وتزامناً مع توقعات بخفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة قريباً.

أسباب الارتفاع التاريخي في أسعار الذهب

ارتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 1.29% ليصل إلى 4,035.07 دولار للأونصة، بينما صعدت العقود الأمريكية الآجلة للذهب بنسبة 0.5% مسجلة 4025 دولاراً. ويأتي هذا الصعود القوي الذي بلغ 52% منذ بداية العام الحالي نتيجة تضافر عدة عوامل رئيسية، حيث يعتبر الذهب مخزناً آمناً للقيمة في أوقات عدم اليقين العالمي.

وتشمل أبرز العوامل التي عززت هذا الارتفاع ما يلي:

• زيادة مشتريات البنوك المركزية حول العالم من الذهب.
• تجدد الاهتمام بالاستثمار في الصناديق المتداولة المدعومة بالذهب.
• تراجع قيمة الدولار الأمريكي مما يجعل الذهب أرخص للمشترين بعملات أخرى.
• قوة الطلب على المعدن الأصفر من قبل المستثمرين الأفراد.
• الاضطرابات السياسية في مناطق مثل فرنسا واليابان.

توقعات أسعار الفائدة وتأثيرها على المعدن الأصفر

تتجه أنظار المستثمرين حالياً إلى اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي هذا الشهر، مع توقعات شبه مؤكدة بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، يليه خفض آخر مماثل في ديسمبر. ويؤدي خفض الفائدة إلى تقليل تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب الذي لا يدر عائداً، مما يزيد من جاذبيته الاستثمارية. وفي هذا السياق، يرى تاي وونغ، وهو تاجر معادن مستقل، أن السوق تتطلع الآن إلى مستوى 5000 دولار كهدف قادم، مدفوعاً باستمرار خفض الفائدة والديون العالمية المتنامية.

ثقة المستثمرين تدفع الذهب نحو مستويات قياسية

ساهم الإغلاق الحكومي الأمريكي الذي دخل يومه السابع في زيادة حالة عدم اليقين، حيث أدى إلى تأجيل صدور بيانات اقتصادية هامة. وقال جيوفاني ستونوفو، المحلل في بنك “يو.بي.إس”، إن ما نشهده هو إقبال المستثمرين على شراء الذهب رغم ارتفاع سعره، وهو ما يغذي موجة الصعود ويعكس ما يعرف بـ “الخوف من تفويت الفرصة”.

أداء المعادن النفيسة الأخرى في الأسواق

لم يقتصر الارتفاع على الذهب فقط، بل شمل المعادن النفيسة الأخرى التي شهدت بدورها مكاسب ملحوظة في الأسواق العالمية.