صدمة سعر الذهب يسجل قفزة تاريخية تهز الأسواق العالمية

سجلت أسعار الذهب العالمية قفزة تاريخية غير مسبوقة في ٧ أكتوبر ٢٠٢٥، حيث اقتربت الأونصة الواحدة من حاجز أربعة آلاف دولار لأول مرة في التاريخ، مسجلة ٣٬٩٧٧ دولارًا، وهو ما يمثل ارتفاعًا استثنائيًا بنسبة ٥١٪ منذ بداية العام الجاري، الأمر الذي أثار اهتمام المستثمرين والمتابعين حول مستقبل المعدن الأصفر.

يأتي هذا الصعود القياسي مدفوعًا بعدة عوامل مترابطة، أبرزها الطلب المتزايد من البنوك المركزية التي تسعى لتنويع احتياطاتها بعيدًا عن الدولار الأمريكي، حيث تجاوزت مشترياتها ٤١٥ طنًا في النصف الأول من العام، فيما يلعب انخفاض قيمة الدولار وتوقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية دورًا رئيسيًا في تعزيز جاذبية الذهب كملاذ آمن.

ما هي العوامل الرئيسية وراء ارتفاع أسعار الذهب؟

تُعزى موجة الصعود القوية في سوق الذهب إلى مجموعة من الأسباب الاقتصادية والجيوسياسية التي عززت من مكانته كأصل استثماري آمن، حيث تتشابك هذه العوامل لتخلق ضغطًا تصاعديًا على الأسعار، وهو ما يفسر الإقبال الكبير عليه في الأسواق العالمية، ومن أبرز هذه المحركات:

• الطلب القوي من البنوك المركزية العالمية لتنويع الاحتياطيات.
• توقعات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية، مما يقلل من تكلفة حيازة الذهب.
• تراجع قيمة الدولار الأمريكي الذي يزيد من جاذبية المعدن الأصفر.
• صعوبة تلبية إنتاج المناجم للطلب المتزايد في الأسواق.

تدفقات استثمارية قياسية تعزز سوق الذهب

شهدت صناديق الذهب المتداولة في البورصة تدفقات استثمارية ضخمة تعكس ثقة المتعاملين المتزايدة في المعدن الأصفر كمخزن آمن للقيمة، ففي شهر سبتمبر الماضي وحده استقطبت هذه الصناديق استثمارات جديدة بقيمة ٩ مليارات دولار، ليصل إجمالي حيازاتها عالميًا إلى ٣٬٨٠٦ أطنان بقيمة إجمالية تقدر بنحو ٤٦١ مليار دولار.

الأزمات العالمية تدفع الذهب إلى مستويات تاريخية

تلعب التوترات الجيوسياسية دورًا محوريًا في دفع المستثمرين نحو الذهب، حيث إن الأزمات العالمية، مثل الإغلاق الحكومي المحتمل في الولايات المتحدة والصراعات المستمرة في مناطق مثل غزة وأوكرانيا، تعزز الطلب على المعدن النفيس باعتباره ملاذًا آمنًا في أوقات عدم اليقين الاقتصادي والسياسي، وهو ما يفسر الكثير من الزخم الحالي.

تأثير صعود الذهب على القدرة الشرائية للمستهلك

لا يقتصر تأثير ارتفاع أسعار الذهب على المستثمرين فقط، بل يمتد ليؤثر على المستهلك العادي، حيث يُعتبر مؤشرًا مهمًا على الوضع الاقتصادي العام، فقد يؤدي صعوده إلى زيادة معدلات التضخم وارتفاع تكلفة السلع الأساسية والمنتجات المختلفة، مما يؤثر سلبًا على القدرة الشرائية للأفراد في نهاية المطاف.

توقعات المحللين لمستقبل أسعار الذهب

تتجه الأنظار الآن نحو المستقبل وسط توقعات متفائلة من كبرى البنوك العالمية باستمرار المسار الصاعد للمعدن الأصفر، حيث رفع بنك غولدمان ساكس توقعاته للسعر بشكل ملحوظ، بينما يقدم بنك “يو بي إس” رؤية إيجابية أيضًا على المدى المتوسط، وهو ما يعزز ثقة المتعاملين في السوق.

ورغم هذا الزخم الإيجابي والقفزات التاريخية، ينصح الخبراء بضرورة توخي الحذر عند الاستثمار، حيث إن أي عمليات بيع مفاجئة من كبار المستثمرين أو حدوث تصحيح سعري كبير قد يؤدي إلى هبوط حاد في الأسعار، الأمر الذي قد يتسبب في خسائر فادحة للمستثمرين الأفراد، مما يستدعي إدارة المخاطر بعناية.