نهاية الجدل.. حقيقة وجود الديناصورات على الأرض قبل ملايين السنين

كشف فريق بحثي مصري أمريكي مشترك عن نوع جديد من الديناصورات في الصحراء الغربية بمصر، وأطلق عليه اسم “منصوراصورس” تكريماً لجامعة المنصورة التي مولت المشروع. يمثل هذا الاكتشاف إضافة مهمة للسجل الأحفوري في إفريقيا، ويقدم معلومات قيمة عن الكائنات التي عاشت في المنطقة قبل ملايين السنين.

تفاصيل اكتشاف ديناصور منصوراصورس في مصر

يعد ديناصور منصوراصورس كائناً حقيقياً عاش على الأرض قبل انقراض الديناصورات بنحو 66 مليون سنة. وتؤكد الأدلة العلمية وجود هذه الكائنات من خلال الهياكل العظمية المتحجرة التي يُعثر عليها في مختلف قارات العالم. وقد تم اكتشاف بقايا منصوراصورس في واحة الداخلة بالصحراء الغربية، وهو اكتشاف نادر يسد فجوة معرفية مهمة حول آخر الديناصورات التي عاشت في إفريقيا قبل الانقراض الجماعي.

كيف يعثر العلماء على حفريات الديناصورات؟

تبدأ رحلة البحث عن الحفريات بتحديد الفترة الزمنية التي عاش فيها الديناصور المستهدف، والتي تمتد من 230 مليون إلى 66 مليون سنة مضت. وتشير الدكتورة سناء السيد، نائبة مدير مركز جامعة المنصورة للحفريات الفقارية وأحد أعضاء الفريق المكتشف، إلى أن عوامل التعرية الطبيعية تكشف عن عظام هذه الكائنات المحفوظة داخل الصخور الرسوبية. ويستخدم الباحثون خرائط جيولوجية متخصصة، وضعها خبراء مثل الدكتور شريف فاروق أستاذ الجيولوجيا المساعد، لتحديد أماكن الصخور التي تعود إلى العصر المطلوب، ثم يبدأ البحث البصري الدقيق الذي يعتمد على عين خبيرة للتفريق بين الحفرية والصخور المحيطة بها.

خطوات استخراج وحماية حفرية الديناصور

بمجرد العثور على حفرية ديناصور، يتبع العلماء سلسلة من الإجراءات الدقيقة لاستخراجها بأمان. وتعتمد هذه العملية على أدوات بسيطة وخبرة بشرية عالية لضمان عدم تضرر العظام القديمة.

• تنظيف سطح الحفرية بفرشاة ناعمة لإظهار حدودها بوضوح.
• وضع مادة صمغية مخصصة مكونة من “بولي فينيال أسيتات” مذابة في الأسيتون لتقوية العظام الهشة.
• إذا كانت الحفرية صغيرة، يتم لفها بالمناديل الورقية ووضعها في أكياس بلاستيكية مع تدوين كافة المعلومات.
• إذا كانت الحفرية كبيرة، يتم الحفر حولها بعناية ثم تغليفها بعدة طبقات عازلة تشمل المناديل المبللة والألومنيوم والخيش والجبس لتكوين ما يعرف بـ “الجاكت الجبسي”.
• يتم بعد ذلك حفر خندق أسفل العينة وتدويرها وتكرار عملية التغليف من الجهة الأخرى قبل نقلها إلى المختبر.

إعادة بناء شكل الديناصور المصري بتقنيات حديثة

بعد نقل الحفرية إلى المختبر، تبدأ مرحلة التحليل المتقدم باستخدام التكنولوجيا الحديثة. توضح الدكتورة سناء أن الفريق يستخدم التصوير المقطعي المحوسب (CT scan) لفحص الحفرية من الداخل، مما يساعد على رؤية مسارات الأعصاب والأوعية الدموية التي تركت آثارها على العظام. يتم إدخال هذه الصور إلى برامج حاسوبية متخصصة ترسم تصوراً لحجم العضلات واتجاهاتها. وفي حالة منصوراصورس، الذي عُثر على نسبة كبيرة من هيكله، قام العلماء بمقارنته بأقرب الكائنات شبهاً له لاستكمال الأجزاء المفقودة ورسم صورة تقريبية لشكل الديناصور وحجمه النهائي.