رسميًا آسيان تعلن خطة طوارئ لمواجهة تداعيات الصراع
كشفت عملية “طوفان الأقصى” التي انطلقت في ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ عن انقسام عميق في مواقف دول رابطة آسيان، حيث أظهرت دول مثل إندونيسيا وماليزيا تضامنًا واضحًا مع الفلسطينيين، فيما تبنت دول أخرى كسنغافورة والفلبين مواقف أكثر تحفظًا مدفوعة بالبراغماتية السياسية، الأمر الذي يعكس بوضوح تغليب المصالح الاقتصادية والعلاقات الدولية على الهوية الدينية المشتركة.
تباين المواقف في دول آسيان الإسلامية
في الدول ذات الأغلبية المسلمة كإندونيسيا وماليزيا وبروناي، برز موقف داعم بقوة للقضية الفلسطينية ورافض للعدوان الإسرائيلي على غزة، حيث عبر المسؤولون عن تضامنهم الكامل معتبرين ما حدث نتيجة للاحتلال المستمر، وهو ما ترجمته مظاهرات شعبية حاشدة طالبت بمواقف حاسمة ضد إسرائيل وداعميها.
براغماتية الدول غير الإسلامية في الأزمة
على النقيض تمامًا، أظهرت دول غير إسلامية مثل سنغافورة وتايلاند والفلبين مواقف أكثر تحفظًا ركزت على دعوات التهدئة وحماية المدنيين، وهو ما يعود إلى علاقاتها الأمنية والاقتصادية الوثيقة بالولايات المتحدة، بالإضافة إلى أولوياتها التي ترتكز على الاستقرار الإقليمي وتأمين رعاياها بعد احتجاز عدد منهم في إسرائيل.
غياب الموقف الموحد وتأثير الإعلام
لم ينجح التباين الوطني في إنتاج موقف جماعي موحد لرابطة “آسيان”، التي اكتفت بإصدار بيان دبلوماسي مقتضب يدعو لوقف العنف دون تحديد للمسؤوليات، فيما انقسمت التغطية الإعلامية إقليميًا بين وصف ما يحدث بـ «الإبادة الجماعية» في صحف جاكرتا وكوالالمبور واستخدام مصطلحات محايدة في سنغافورة.
كيف حكمت المصالح موقف دول آسيان من طوفان الأقصى؟
تخلص دراسة تحليلية أعدها الدكتور وليد عبد الحي إلى أن الموقف الآسيوي بقي محكومًا بعقلية المصالح لا بمشاعر الهوية، حيث لم تتجاوز الإدانات حدود الخطاب السياسي دون أي إجراءات اقتصادية رادعة، الأمر الذي يؤكد أن اهتمام الرابطة يظل منصبًا على التحديات الإقليمية كالتنافس بين واشنطن وبكين.