تطور غير مسبوق.. الصين تهدد عرش صناعة السيارات الأوروبية وتتسبب في إغلاق عدة مصانع | تفاصيل الأزمة

تواجه صناعة السيارات الأوروبية أزمة حادة تدفع كبرى الشركات مثل فولكس فاجن وستيلانتس إلى إغلاق مصانعها وتسريح آلاف العمال. ويأتي هذا التحرك الصعب نتيجة لتراجع الطلب المحلي واشتداد المنافسة الشرسة من قبل شركات السيارات الكهربائية الصينية التي تغزو الأسواق العالمية.

موجة إغلاقات تهدد عمالقة صناعة السيارات في أوروبا

أعلنت مجموعة من أبرز شركات السيارات عن خطط لإعادة الهيكلة تتضمن إغلاق منشآت حيوية وتقليص أعداد الموظفين بشكل كبير. وتعد هذه الإجراءات استجابة مباشرة للضغوط الاقتصادية وتغيرات السوق التي تهدد مستقبل القطاع في القارة. ويعتبر مصنع ميرافوري في مدينة تورينو الإيطالية آخر المصانع المتبقية في مركز صناعة السيارات التاريخي للبلاد.

المنافسة الصينية تعيد رسم خريطة سوق السيارات

يعود جزء كبير من الأزمة الحالية إلى الصعود المذهل للصين كقوة تصنيعية رائدة في قطاع السيارات الكهربائية خلال السنوات الثلاث الماضية. فبدلًا من أن تساهم الكهربة في إعادة التصنيع الأوروبي كما كان مأمولًا أصبحت تسرع من تراجعه. وتمتلك الصين حاليًا أكبر سوق محلية للسيارات الكهربائية في العالم حيث استحوذت وحدها على ما يقرب من 80% من نمو المبيعات العالمية في النصف الأول من عام 2024. وتسيطر شركة بي واي دي الصينية بمفردها على 30% من سوقها المحلي الضخم.

ركود مبيعات السيارات الكهربائية يزيد من تعقيد الأزمة

تفاقمت المشكلة بسبب الركود الذي يشهده سوق السيارات الكهربائية في أوروبا رغم المحفزات الحكومية. ويضع هذا الوضع الأهداف الطموحة للاتحاد الأوروبي بإنهاء مبيعات سيارات البنزين والديزل بحلول عام 2035 في مهب الريح. وتشير الأرقام إلى تراجع كبير في تسجيل السيارات الجديدة حيث انخفضت في ألمانيا بنسبة 28% وفي الاتحاد الأوروبي ككل بنسبة 18% خلال شهر أغسطس الماضي. ويتوقع الاتحاد الألماني لصناعة السيارات تسجيل 2.8 مليون مركبة جديدة فقط هذا العام وهو ما يقل بنحو الربع عن مستويات ما قبل الأزمة في 2019.