في خطوة عملاقة نحو تحقيق رؤية حضارية متكاملة، كثّفت محافظة الجيزة جهودها لتطوير ورفع كفاءة وتجميل محور المريوطية. يأتي هذا المشروع الضخم ضمن خطة شاملة لتحسين الطرق والمحاور المرورية المؤدية إلى المناطق الأثرية، وعلى رأسها المتحف المصري الكبير، الذي يستعد لافتتاحه الرسمي في 3 يوليو المقبل.
وداعًا للفوضى.. كيف يحل تطوير المريوطية مشاكل السكان؟
لم يكن هدف مخطط تطوير ترعة المريوطية، بعد تبطينها وتغطيتها بالكامل، مجرد تحسين شكلي. بل ركز المشروع بشكل أساسي على إقامة مشروعات خدمية تلامس حياة المواطنين اليومية وتوفر حلولاً جذرية لمشاكل طالما أرقتهم. لعل أبرز هذه المشاكل كان انتشار القمامة والمخلفات، والوقوف العشوائي لسيارات السرفيس الذي كان يسبب فوضى وتكدسًا مروريًا يؤثر على حركة المواطنين بشكل كبير.
حلول عملية.. مواقف حضارية وأنظمة إلكترونية متطورة
استغلت المحافظة بحكمة المساحات التي أصبحت متاحة بعد تغطية الترعة، وحولتها إلى ساحات انتظار ومواقف سرفيس حضارية. هذه المواقف لا تهدف فقط لتنظيم حركة السرفيس، بل ستدار بأنظمة إلكترونية حديثة. هذا التطور سيساهم بقوة في التصدي للمواقف العشوائية، ويحد من ظاهرة التحميل خارج الموقف، مما يضمن التيسير على المواطنين ويمنع أي عوائق تعيق حركة الطريق. كما يهدف المشروع إلى تيسير حركة المشاة والمرور، لتصبح المنطقة أكثر انسيابية وأمانًا للجميع.
المريوطية.. وجهة سياحية وترفيهية ومحور جمالي جديد
لم يقتصر مخطط تطوير مسار ترعة المريوطية على الجانب الخدمي والمروري فحسب، بل امتد ليشمل بعدًا ترفيهيًا وجماليًا متكاملاً. يتضمن المخطط إنشاء ممشى سياحي جذاب، وتخصيص مساحات واسعة للترفيه يمكن للعائلات والأفراد الاستمتاع بها. كما سيتم إنشاء بارتشينات حضارية لمطاعم وكافيهات ذات تصميم راقٍ، لتوفير تجربة مميزة للزوار. وبالتوازي مع كل ذلك، جرى رصف وتطوير ورفع كفاءة عدد من الشوارع والطرق الرئيسية والفرعية، مع تدعيمها بزراعات تجميلية. كل هذه الجهود تهدف إلى تحقيق السيولة المرورية المطلوبة وإضفاء رؤية حضارية وجمالية، تتناغم تمامًا مع أعمال تطوير المناطق المحيطة بالمتحف المصري الكبير وجميع الطرق المؤدية إليه، مما يجعل من محور المريوطية أيقونة جديدة للعاصمة.