مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، تتزين الموائد بأصناف اللحوم المتنوعة، وتبرز منها “الكرشة” كطبق شعبي أصيل له مكانته الخاصة في قلوب الكثيرين. ورغم أنها جزء لا يتجزأ من عاداتنا وتقاليدنا، إلا أن تناولها يتطلب بعض الانتباه لآثارها الصحية.
الكرشة: ما هي وما قيمتها الغذائية؟
تُعرف الكرشة بأنها أحد أجزاء معدة الحيوانات المجترة مثل الأبقار والأغنام، وتُصنّف ضمن “أحشاء الذبيحة” أو ما يُسمى بـ”اللحوم الحمراء غير التقليدية“.
وتوضح الدكتورة نهلة عبدالوهاب، استشاري البكتيريا ورئيس قسم التغذية الحيوية بمستشفى جامعة القاهرة، أن الكرشة تُعد مصدرًا غنيًا بالبروتين، مما يوفر طاقة للجسم. لكنها في الوقت ذاته تحتوي على نسبة لا يُستهان بها من الدهون والكوليسترول، الأمر الذي يستدعي تناولها باحتراس واعتدال.
كما تشير الدكتورة نهلة إلى أن الكرشة تزخر بعناصر غذائية حيوية مثل الحديد، الزنك، وفيتامين B12. هذه العناصر أساسية لدعم صحة الدم والجهاز العصبي، وتُعتبر مفيدة بشكل خاص لمن يعانون من نقص فيها.
تنبيهات صحية مهمة عند تناول الكرشة
تحذر الدكتورة عبدالوهاب بشدة من إهمال تنظيف الكرشة، مؤكدة أن عدم غسلها جيدًا أو عدم طهيها على درجة حرارة كافية قد يؤدي إلى انتشار بكتيريا ضارة مثل “السالمونيلا” و”الإيشيريشيا كولاي“. هذه البكتيريا قد تُسبب تسممًا غذائيًا أو اضطرابات خطيرة في الجهاز الهضمي.
لذا، تؤكد الدكتورة على أن أمان هذا الطبق يبدأ من المطبخ، مشددة على ضرورة تنظيف الكرشة بعناية فائقة والتأكد من طهيها بشكل كامل للقضاء على أي بكتيريا أو طفيليات قد تكون عالقة بها، لضمان صحة وسلامة من يتناولها.
نصائح ذهبية لتناول الكرشة بأمان في عيد الأضحى
للاستمتاع بـالكرشة بأمان خلال أيام العيد، إليك أهم النصائح الغذائية:
- الاعتدال هو المفتاح: تجنب الإفراط في تناول الكرشة. الأفضل أن تكون جزءًا صغيرًا من وجبة متوازنة تحتوي على كميات وفيرة من الخضروات.
- الطهي الجيد ضروري: احرص على طهي الكرشة تمامًا حتى تتأكد من القضاء على أي مسببات محتملة للأمراض.
- قلل الدهون: ابتعد عن إضافة كميات كبيرة من الزيوت أو الدهون أثناء الطهي، فهذا يقلل من العبء على جهازك الهضمي ويجنبك السعرات الحرارية الزائدة غير المرغوبة.