وصلت “قافلة الصمود”، في طريقها لكسر حصار غزة، إلى معبر رأس الجدير الحدودي بين تونس وليبيا، وذلك يوم الثلاثاء. ضمت القافلة أكثر من 1700 شخص، بينهم 140 جزائريًا، بالإضافة إلى مشارك واحد من المغرب وآخر من موريتانيا، بحسب ما ذكرته إذاعة موزاييك التونسية.
تفاصيل المسيرة ووجهتها
نظمت القافلة “تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين”، وانطلقت يوم الاثنين الماضي من العاصمة تونس. مرت القافلة بمدن سوسة، صفاقس، حسي عمر، وبنقردان، وتضم أكثر من 100 سيارة و18 حافلة. استقبلها على طول الطريق حشود كبيرة من التونسيين الذين عبروا عن دعمهم وتشجيعهم للمشاركين.
من جانبه، أوضح وائل نوار، عضو تنسيقية العمل المشترك والمتحدث الرسمي باسم “قافلة الصمود البرية”، أن القافلة اختتمت مرحلتها الأولى على الأراضي التونسية. وستنطلق المرحلة الثانية عبر الأراضي الليبية متجهةً نحو معبر السلوم على الحدود الليبية المصرية، ومن ثم إلى القاهرة، وصولاً إلى معبر رفح.
أكد نوار أن التنسيق قد تم بالفعل مع السلطات الليبية من خلال المنظمات والشخصيات الشريكة، معربًا عن عدم توقعه لأي عوائق على الحدود التونسية الليبية.
“قافلة الصمود”: جزء من تحرك دولي واسع
تعد “قافلة الصمود” جزءًا من تحرك عالمي أكبر يُعرف باسم “Global march to Gaza”. يضم هذا التحرك نشطاء ومنظمات من 32 دولة، ويهدف إلى كسر الحصار المفروض على قطاع غزة من خلال الوصول إليه براً عبر معبر رفح.
وكانت “التنسيقية” قد عقدت مؤتمرًا صحفيًا، الأحد الماضي، في مقر الاتحاد العام التونسي للشغل، للكشف عن تفاصيل القافلة. وصفها صلاح الدين المصري، أحد منسقي القافلة، في تصريح لموزاييك، بأنها “قافلة تونسية ليبية جزائرية مغربية موريتانية”، مؤكداً أنها تعبر عن إرادة شعوب دول المغرب العربي القوية في مساندة الشعب الفلسطيني ورغبتها الصادقة في فك الحصار عن قطاع غزة.
وأضاف أن الشعب التونسي أثبت من جديد تمسكه الراسخ بالقضية الفلسطينية، التي يعتبرها “أم القضايا”. وأشار إلى أن المواطنين ما زالوا يتواصلون حتى الآن في محاولة للانضمام إلى القافلة، متوقعًا مشاركة حوالي ألفي تونسي، رغم أن عدد المسجلين الراغبين في الانضمام تجاوز العشرة آلاف شخص.
على صعيد آخر: السفينة “مادلين” تقترب من غزة
في سياق متصل، أعلنت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن قطاع غزة يوم الأحد، أن السفينة “مادلين” التابعة لها أصبحت على بعد أميال قليلة من شواطئ قطاع غزة. في الوقت نفسه، أكد طبيب فرنسي على متن السفينة أن طائرات مسيرة تحلق فوقها منذ ساعات.
وأفادت اللجنة في منشور عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك اليوم، بأن النشطاء على متن “مادلين” يواصلون إبحارهم رغم التهديدات الواضحة، حاملين رسالة دعم قوية من العالم إلى أهل غزة المحاصرين: “أنتم لستم وحدكم”.