في لفتة تقديرية استثنائية، منحت جامعة مانشستر العريقة درجة الدكتوراه الفخرية للمدير الفني الإسباني الشهير بيب جوارديولا، قائد فريق مانشستر سيتي. جاء هذا التكريم عرفانًا بمسيرته الحافلة وإسهاماته البارزة، ليس فقط داخل ملاعب كرة القدم منذ توليه قيادة الفريق عام 2016، بل أيضًا على الصعيد الإنساني.
تكريم يلامس الوجدان.. “فيلسوف كرة القدم” يحصل على الدكتوراه الفخرية!
الحفل الذي شهد تكريم جوارديولا لم يكن مجرد حدث أكاديمي رياضي، بل تحول إلى منبر لرسالة إنسانية قوية. ألقى بيب جوارديولا كلمة مؤثرة عكست حزنه العميق تجاه معاناة الأبرياء في كل مكان حول العالم، مسلطًا الضوء بشكل خاص على الأوضاع المأساوية في غزة.
بعيدًا عن المستطيل الأخضر.. رسالة جوارديولا الإنسانية المؤثرة!
بصوت يملؤه الأسى، وصف جوارديولا ما يحدث في غزة بـ”المؤلم للغاية”، مشيرًا إلى سقوط “آلاف الضحايا الأبرياء” و”أطفال يُقتلون وعائلات تُشرّد”، في ظل “صمت” العالم. كشف المدير الفني المخضرم أنه كان يشعر بالرعب وهو يتابع الصور ومقاطع الفيديو منذ بداية الحصار على القطاع، متحديًا فكرة أن “نعيش بعيداً.. فماذا يمكن أن نفعل؟” التي يطرحها البعض كذريعة للصمت.
صرخة ضد الصمت.. “ربما تكون الضحية القادمة أنت!”
أكد جوارديولا أن رسالته لا ترتبط بأي أيديولوجيا معينة، بل هي دعوة “بحب الحياة والإنسانية”. ووجه حديثه لمن يظنون أن ما يحدث لا يعنيهم، محذرًا بقوة: “البعض يظن أن ما يحدث لا يعنينا، لكني أقول لهم: ربما تكون الضحية القادمة أنت أو طفلك“.
وفي لفتة رمزية عميقة، استشهد جوارديولا بقصة طائر صغير حاول إخماد حريق هائل في غابة بقطرات ماء قليلة، رغم سخرية الآخرين من فعله. ختم الطائر قائلاً: “أفعل دوري”، وهو ما تبناه جوارديولا ليؤكد إيمانه بأن “كل مساهمة مهما كانت صغيرة لها قيمة وتأثير”.
دعوة عالمية للمبادئ.. “قوة العالم في عدم الصمت!”
اختتم بيب جوارديولا كلمته برسالة مدوية، شدد فيها على أن “قوة العالم تكمن في عدم الصمت وامتلاك المبادئ في مواجهة الظلم والعنف“. دعوة واضحة من شخصية رياضية عالمية، تجاوزت بها حدود الملاعب لتلامس أعمق القضايا الإنسانية، مؤكدًا على أهمية دور كل فرد في التصدي للظلم.