قرار حكومي جديد.. بدء تنفيذ مشروع دندرة بتمويل من النرويج

شهدت مصر خطوة هامة نحو التحول الصناعي الأخضر بتوقيع خطابات نوايا لتمويل مشروع “دندرة” للطاقة الشمسية، والذي سيخصص إنتاجه لتغذية مجمع شركة مصر للألومنيوم بنجع حمادي. يهدف المشروع إلى خفض الانبعاثات الكربونية وتعزيز تنافسية الصادرات المصرية في الأسواق العالمية، ويأتي ضمن المنصة الوطنية لبرنامج “نُوفّي” الذي حشد تمويلات للقطاع الخاص بأكثر من 4 مليارات دولار.

تفاصيل مشروع دندرة لدعم صناعة الألومنيوم

بموجب الاتفاق، ستقوم شركة “سكاتك” النرويجية الرائدة بإنشاء وتشغيل محطة الطاقة الشمسية لمدة 25 عاماً. سيؤمن المشروع جزءاً كبيراً من احتياجات مصنع الألومنيوم من الكهرباء، مما يسهم في خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة تصل إلى 30%. ويعد هذا المشروع الأول من نوعه لإزالة الكربون من عملية صناعية بهذا الحجم في المنطقة، مما يعزز قدرة المنتج المصري على التوافق مع آلية تعديل حدود الكربون الأوروبية (CBAM) ويدعم مكانة مصر كدولة رائدة في التحول الأخضر.

برنامج نُوفّي يحشد تمويلات ضخمة لمشروعات الطاقة

أكدت الدكتورة رانيا المشاط أن مشروع دندرة هو أحد ثمار برنامج “نُوفّي” الذي تم إطلاقه في نوفمبر 2022. نجح البرنامج في جذب استثمارات وتمويلات ميسرة للقطاع الخاص لتنفيذ مشروعات طاقة متجددة بقدرات ضخمة، مما أحدث طفرة حقيقية في هذا القطاع الحيوي.

تعزيز القدرة التنافسية وخفض الانبعاثات الكربونية

صرح المهندس محمد شيمي بأن هذا المشروع يمثل نقلة استراتيجية لصناعة الألومنيوم المصرية. وأوضح أن الاعتماد على الطاقة الشمسية سيقلل التكاليف التشغيلية للمصنع ويرفع كفاءته الإنتاجية بشكل ملحوظ. كما سيعزز المشروع القدرة التنافسية لمنتجات مصر للألومنيوم في الأسواق العالمية، خاصة أن الشركة تصدر أكثر من نصف إنتاجها إلى الاتحاد الأوروبي، مما يتطلب الالتزام بالمعايير البيئية الجديدة.

شراكة دولية تعكس الثقة في الاقتصاد المصري

تم توقيع خطابات النوايا بين شركة “سكاتك” النرويجية ومؤسسات تمويل دولية كبرى، هي البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية والبنك الأفريقي للتنمية والبنك الأوروبي للاستثمار. تعكس هذه الشراكة ثقة المستثمرين الأجانب في السوق المصرية ورغبتهم في المشاركة بالمشروعات الوطنية المستدامة. ويعتبر المشروع نموذجاً ناجحاً للتعاون بين الحكومة والقطاع الخاص والمؤسسات الدولية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.