صدمة سعر الذهب يقفز لمستوى تاريخي ويتخطى حاجز 3900 دولار

سجل سعر الذهب ارتفاعًا تاريخيًا متجاوزًا حاجز ٣٩٠٠ دولار للأوقية للمرة الأولى، وذلك في ظل تصاعد المخاوف الجيوسياسية وإقبال المستثمرين على الملاذات الآمنة، حيث تزامنت هذه القفزة القياسية مع توقعات بخفض أسعار الفائدة الفيدرالية وتعطيل محتمل لأنشطة الحكومة الأمريكية، وهو ما عزز من بريق المعدن الأصفر.

في تفاصيل جلسة اليوم، ارتفع الذهب في المعاملات الفورية بنسبة ٠,٤٪ ليصل إلى ٣٩٠٠,٤٠ دولار للأوقية بحلول الساعة ٠٠:٢٧ بتوقيت جرينتش، وذلك بعد أن سجل أعلى مستوى له على الإطلاق عند ٣٩١٩,٥٩ دولار في وقت سابق، فيما صعدت العقود الأمريكية الآجلة للذهب بنسبة ٠,٥٪ لتصل إلى ٣٩٢٦,٨٠ دولار.

أسباب ارتفاع سعر الذهب إلى مستويات قياسية

يتغذى هذا الصعود القوي من حالة الغموض السياسي والاقتصادي التي تخيم على الأسواق، حيث أثارت تصريحات مسؤول رفيع بالبيت الأبيض بشأن بدء تسريح الموظفين الفيدراليين حالة من عدم اليقين، الأمر الذي لم تنجح المفاوضات مع الكونجرس في تبديده، وهو ما دفع المستثمرين بقوة نحو المعدن الأصفر.

في سياق متصل، عززت تصريحات ستيفن ميران، عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي، حول «ضرورة خفض أسعار الفائدة» من جاذبية الذهب، فيما تراهن الأسواق الآن بنسبة تصل إلى ٩٥٪ على خفض إضافي في أكتوبر، وفقًا لأداة “فيد ووتش”، وهو ما يزيد من قيمة الأصول التي لا تدر عائدًا كالمعدن النفيس.

أداء الذهب وتأثير أسعار الفائدة المنخفضة

ويأتي هذا الأداء اللافت بعد أن ارتفع الذهب بنسبة ٢٧٪ خلال عام ٢٠٢٤ ليواصل صعوده بنسبة ٤٩٪ حتى الآن في عام ٢٠٢٥، مدعومًا بعمليات شراء قوية من البنوك المركزية وزيادة الطلب على صناديق المؤشرات المتداولة، إلى جانب تراجع الدولار وتنامي اهتمام المستثمرين بالتحوط ضد التوترات.

على صعيد الطلب العالمي، شهدت الهند، ثاني أكبر مستهلك للذهب في العالم، ارتفاعًا في الطلب خلال الأسبوع الماضي، حيث تزامن ذلك مع موسم المهرجانات الرئيسي في البلاد، وهو ما يؤكد قوة شهية الشراء لدى الأفراد رغم وصول سعر الذهب إلى مستويات قياسية جديدة في الأسواق المحلية والعالمية.

مؤشرات أسعار المعادن النفيسة الأخرى

في المقابل، شهدت أسعار المعادن النفيسة الأخرى تحركات متباينة، حيث استقر سعر الفضة عند مستوياته السابقة، بينما سجل كل من البلاتين والبلاديوم ارتفاعات طفيفة، وهو ما يعكس تركيز المستثمرين بشكل أساسي على الذهب كملاذ آمن أول في ظل الظروف الحالية التي تشهدها الأسواق المالية.