تحرك وشيك.. حزب الله المرتبك يجهز لافتعال جديد ولبنان يترقب ترددات غزة

يترقب لبنان اليوم تقرير قيادة الجيش الأول حول خطة حصرية السلاح جنوب الليطاني، والذي سيُعرض على مجلس الوزراء. يتزامن هذا التطور الداخلي الهام مع تداعيات موافقة حركة “حماس” على المبادرة الأمريكية لإنهاء حرب غزة، ما يضع البلاد أمام منعطف حاسم على الصعيدين الأمني والسياسي وسط ترقب دولي كثيف.

تقرير الجيش حول حصرية السلاح يترقب تداعيات صفقة غزة

تتجه الأنظار إلى جلسة مجلس الوزراء اليوم لمناقشة التقرير الأول الذي ستقدمه قيادة الجيش حول التقدم المحرز في خطة بسط سلطة الدولة وحصرية السلاح في جنوب الليطاني. ويكتسب هذا التقرير أهمية مضاعفة لتزامنه مع التطورات في غزة، حيث يُنظر إلى موافقة “حماس” على المبادرة الأمريكية كفرصة قد تنعكس إيجاباً على استقرار لبنان. وكانت مواقف رئيس الجمهورية جوزف عون ورئيس الحكومة نواف سلام المؤيدة للخطة الأمريكية قد لاقت أصداءً إيجابية دولياً وعربياً، ما يعزز الدعم الدولي للبنان في استحقاقاته القادمة. ورغم هذه الأجواء المتفائلة، لا تزال المخاوف قائمة من أن أي تباطؤ في تنفيذ خطة حصرية السلاح قد يزيد الضغوط على لبنان، خاصة وأن أي انهيار محتمل للهدنة في غزة سينعكس بشكل خطير ومباشر على الوضع اللبناني.

تفاصيل خطة الجيش في جنوب الليطاني

يُعتبر التقرير الشهري الذي ستقدمه قيادة الجيش بمثابة مؤشر دقيق لمدى إنجاز خطة حصرية السلاح، التي حُددت لها مهلة تنتهي بنهاية العام الحالي 2025 لتطبيقها في منطقة جنوب الليطاني قبل الانتقال لمناطق أخرى. تعوّل الحكومة على هذا التقرير لإثبات جديتها والتزامها بتنفيذ القرارات الدولية أمام المجتمع الدولي، وإظهار قدرة الجيش على إنفاذ الخطة الأمنية. وعشية الجلسة، أعرب وزير الدفاع ميشال موسى عن تفاؤله بنتائج التقرير، مؤكداً أن “لا خوف على لبنان من حرب”.

تحديات تواجه الحكومة وقرار بشأن جمعية رسالات

من المتوقع أن تواجه جلسة مجلس الوزراء تحدياً جديداً يتمثل في طلب وزير الداخلية سحب الترخيص من “جمعية رسالات” المرتبطة بـ”حزب الله”. يأتي هذا الطلب على خلفية مخالفة الجمعية لشروط الترخيص خلال إحيائها ذكرى اغتيال السيد حسن نصرالله في منطقة الروشة، مما أدى إلى صدامات. وقد استبق الحزب الجلسة برد تصعيدي على لسان النائب حسن فضل الله الذي استعار عبارة “بلوه واشربوا ميته” للسخرية من أي قرار قد يتخذه مجلس الوزراء بهذا الشأن، في موقف يعكس استخفافاً بقرارات الدولة.

ارتباك حزب الله تجاه المبادرة الأمريكية لإنهاء الحرب

ظهر تناقض واضح في موقف “حزب الله” خلال الأيام القليلة الماضية تجاه صفقة غزة، مما أثار تساؤلات حول حساباته السياسية. فبعد أقل من 24 ساعة على تصريحات نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم التي هاجم فيها الخطة ووصفها بأنها “خطة إسرائيلية بلبوس أمريكي”، أصدر الحزب بياناً رسمياً يناقضها تماماً. البيان الرسمي أعلن “دعمه وتأييده للموقف الذي اتخذته حركة حماس” بقبول المبادرة، معتبراً أن موقف الحركة يحرص على وقف العدوان ويتمسك بثوابت القضية الفلسطينية. هذا التحول السريع في الموقف الرسمي للحزب يكشف عن حالة من الإرباك في التعامل مع المستجدات الإقليمية وتأثيرها المباشر على دوره في لبنان والمنطقة.