أسرار تُكشف لأول مرة.. الدور الحاسم لوزارة الإنتاج الحربي في ملحمة أكتوبر 73
تواصل وزارة الإنتاج الحربي المصرية مسيرتها كركيزة أساسية للتصنيع العسكري، مستلهمةً دورها التاريخي في نصر أكتوبر 1973 لتحقيق إنجازات حديثة في توطين التكنولوجيا العسكرية. وتبرز منتجات متطورة مثل راجمة الصواريخ “رعد 200” والمدرعة “سينا 200” كدليل على قدرة مصر على تعزيز اكتفائها الذاتي وتلبية متطلبات قواتها المسلحة بأحدث الأسلحة والمعدات المصنعة محلياً.
أحدث إنجازات وزارة الإنتاج الحربي في التصنيع المحلي
نجحت وزارة الإنتاج الحربي في تحقيق قفزات نوعية في مجال التصنيع العسكري المحلي، مما يعزز من قدرات القوات المسلحة المصرية ويقلل الاعتماد على الاستيراد. وتأتي هذه الإنجازات في إطار استراتيجية الدولة لتوطين التكنولوجيا المتقدمة في مختلف القطاعات الدفاعية.
- الصلب المدرع: يمثل إنتاج الصلب المدرع قصة نجاح فريدة في تحقيق الاكتفاء الذاتي، حيث نجح مصنع أبو زعبل للصناعات الهندسية (مصنع 100 الحربي) في توطين تكنولوجيا إنتاجه بالكامل، وهو منتج استراتيجي يدخل في صناعة الدبابات والمركبات المدرعة.
- راجمة الصواريخ رعد 200: تعد راجمة صواريخ متطورة محمولة على مركبة مجنزرة، تم تصميمها وتنفيذها بأيدٍ مصرية وبنسبة مكون محلي تصل إلى 65%، وتتميز بقدرتها على التحرك بكفاءة في المناطق الوعرة.
- المدرعة سينا 200: هي أول ناقلة جند مدرعة متعددة المهام بتصميم وتصنيع مصري بنسبة 100%، وتتميز بقدرتها الحصانية العالية وسرعتها الفائقة على المناورة مع تزويدها بشباك حماية ضد المقذوفات.
- الرشاش المتعدد: تمكنت شركة أبو زعبل للصناعات المتخصصة (مصنع 300 الحربي) من إنتاج رشاش متعدد عيار (7.62×51 مم) بتصميم وتنفيذ مصري خالص، بعد اجتيازه كافة الاختبارات الميدانية بنجاح.
دور تاريخي للإنتاج الحربي في نصر أكتوبر 1973
شكلت شركات الإنتاج الحربي دعماً محورياً للقوات المسلحة خلال حرب أكتوبر المجيدة، حيث عملت مصانعها على مدار 24 ساعة يومياً لتلبية الاحتياجات العاجلة من الذخائر والمعدات. وتقديراً لهذا الدور البطولي، منح الرئيس الأسبق محمد أنور السادات “قلادة الجمهورية” لوزارة الإنتاج الحربي، وهو أحد أرفع الأوسمة المصرية، اعترافاً بخدماتها الجليلة التي ساهمت في تحقيق النصر.
شركات الإنتاج الحربي التي صنعت الفارق في المعركة
لعبت العديد من الشركات التابعة للوزارة أدواراً حيوية ومباشرة خلال العمليات العسكرية، حيث تخصص كل مصنع في توفير متطلبات محددة ودقيقة لدعم المجهود الحربي.
الشركة (المصنع) | أبرز المساهمات خلال حرب أكتوبر |
شركة أبي قير للصناعات الهندسية (مصنع 10 الحربي) | إنتاج ذخيرة الأسلحة الصغيرة وتوفير معدات التطهير وخطوط إنتاج الخبز المتنقلة. |
شركة أبو زعبل للكيماويات المتخصصة (مصنع 18 الحربي) | تطوير صاروخ إزالة حقول الألغام بالتعاون مع سلاح المهندسين. |
شركة هليوبوليس للصناعات الكيماوية (مصنع 81 الحربي) | المشاركة في إنتاج الذخائر المضادة للطائرات وذخائر المدفعية الثقيلة. |
شركة حلوان للصناعات الهندسية (مصنع 99 الحربي) | إنتاج ذخائر المدفعية والدبابات ومختلف أعيرة الهاون وصواريخ جراد. |
شركة حلوان للآلات والمعدات (مصنع 999 الحربي) | إنتاج مدافع الهاون التي استخدمت بفاعلية خلال عبور قناة السويس. |
تطور الصناعات العسكرية المصرية بعد حرب أكتوبر
شكل نصر أكتوبر نقطة تحول في استراتيجية التصنيع العسكري المصري، حيث تم التركيز على تطوير القدرات الإنتاجية كماً وكيفاً. وانتقلت الصناعات الحربية إلى مرحلة إنتاج الأسلحة والمعدات الثقيلة مثل دبابة القتال الرئيسية “M1A1” ودبابة النجدة “M88″، بالإضافة إلى المواد القاذفة لمحركات الصواريخ. كما شهدت هذه الفترة إنشاء شركات ومصانع جديدة ساهمت في تكامل منظومة الإنتاج الحربي لتلبية كافة متطلبات القوات المسلحة الحديثة.
مساهمة الإنتاج الحربي في دعم الاقتصاد والمشروعات القومية
إلى جانب دورها الرئيسي في التصنيع العسكري، تستغل وزارة الإنتاج الحربي فائض الطاقات الإنتاجية في شركاتها للمساهمة في دعم الاقتصاد الوطني. وتقوم بتصنيع مجموعة واسعة من المنتجات المدنية التي تلبي احتياجات المواطنين، وتشارك بفعالية في تنفيذ المشروعات القومية الكبرى، مما يعزز مسيرة التنمية الشاملة والمستدامة في الدولة ويربط البحث العلمي بالصناعة بشكل مباشر.