فكرة عبقرية.. قصة اللواء باقي زكي يوسف الذي حطم أسطورة خط بارليف المنيع

سطّر اللواء باقي زكي يوسف اسمه في تاريخ الانتصارات المصرية كصاحب الفكرة العبقرية التي أدت إلى انهيار خط بارليف المنيع. فكرته التي استلهمها من عمله في مشروع السد العالي، اعتمدت على استخدام مضخات المياه لتجريف الساتر الترابي، مما فتح الطريق أمام عبور القوات المصرية التاريخي في حرب أكتوبر 1973 وتحقيق نصر غيّر موازين القوى في المنطقة.

خبرة السد العالي تلهم صاحب فكرة العبور

بدأت القصة من قلب مشروع السد العالي في أسوان، حيث كان المهندس الشاب باقي زكي يوسف يراقب عن كثب كيف كانت مضخات المياه العملاقة تجرف أطنانًا من الرمال والصخور بسهولة. هذه المشاهد العملية ظلت عالقة في ذهنه بعد تخرجه في الكلية الحربية وانضمامه لسلاح المهندسين، لتتحول لاحقًا إلى حل عسكري عبقري لواحدة من أصعب العقبات التي واجهت الجيش المصري.

اقرأ أيضًا: رسميًا موعد صرف مرتبات اكتوبر 2025 بالزيادة الجديدة لكل العاملين بالدولة

فكرة باقي زكي يوسف التي حطمت أسطورة خط بارليف

عندما بدأت القيادة المصرية التخطيط لتحرير سيناء، كان الساتر الترابي لخط بارليف هو التحدي الأكبر، حيث روجت له إسرائيل كحصن يستحيل اختراقه. وفيما كانت الخطط الأولية تعتمد على استخدام المتفجرات والطائرات، تقدم باقي زكي يوسف بفكرته البسيطة والمبتكرة، وهي استخدام مضخات مياه قوية لفتح ثغرات في الساتر الترابي عبر ضخ مياه القناة فيه مباشرة، وهو ما لاقى قبولًا من القيادة بعد دراسته.

مضخات المياه سلاح المهندس باقي زكي في حرب 73

في السادس من أكتوبر عام 1973، تحولت الفكرة إلى واقع ملموس غير مسار الحرب. نجحت مضخات المياه في ساعات قليلة في إذابة الحصن الرملي الذي أنفق العدو سنوات في بنائه والتباهي بمناعته. بفضل هذه الفكرة تمكنت قوات المشاة المصرية من تأمين ممرات آمنة لعبور الدبابات والمعدات العسكرية الثقيلة إلى الضفة الشرقية لقناة السويس، ليصبح هذا الإنجاز الهندسي هو مفتاح النصر الحقيقي في المعركة.

اقرأ أيضًا: الآن متاح.. جامعة القاهرة تفتح باب تحويلات الطلاب الراغبين في الالتحاق بكلياتها للعام الجديد

تكريم بطل العبور بعد سنوات من الصمت

على الرغم من دوره المحوري، ظل اسم اللواء باقي زكي يوسف بعيدًا عن الأضواء الإعلامية لسنوات طويلة بعد الحرب. لكن مع مرور الوقت، بدأ المؤرخون العسكريون في الكشف عن دوره البطولي وتسليط الضوء على عبقريته. تقديرًا لإسهامه الفريد، تم تكريمه ومنحه وسام الجمهورية من الطبقة الأولى، ليعرف المصريون قصة العقل الذي كان وراء انهيار أسطورة خط بارليف.

قصة البطل المصري الذي رأى النصر في واجبه

عُرف عن اللواء باقي زكي يوسف تواضعه الشديد وإنسانيته، حيث كان يرى دائمًا أن ما قدمه لم يكن بطولة فردية، بل هو واجب وطني وجزء من جهد جماعي شارك فيه كل جندي وضابط مصري. وظل حتى وفاته في يونيو 2018 مثالًا للوطنية الصادقة والتفاني في خدمة بلاده، تاركًا خلفه إرثًا من الإلهام للأجيال القادمة.

اقرأ أيضًا: ظهرت الآن رسمياً.. نتيجة تقليل الاغتراب 2025 لطلاب المرحلة الثالثة في مصر بضغطة واحدة