رغم تعاقب الأجيال ومرور السنوات، يواصل النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو تقديم دروس متواصلة في التميز والثبات والتألق. فبعدما أضاف إنجازًا جديدًا لسجله التاريخي، قاد منتخب بلاده للتتويج بلقب دوري الأمم الأوروبية، وذلك على حساب منتخب إسبانيا في مواجهة حاسمة انتهت بركلات الترجيح.
رونالدو يُسجل هدفًا تاريخيًا بعمر الأربعين ويُقود البرتغال للقب
في أمسية كروية لا تُنسى، وعلى أرضية نهائي مشتعل، نجح كريستيانو رونالدو في تسجيل الهدف الثاني لمنتخب البرتغال بمرمى إسبانيا، ليُعيد فريقه للمباراة بعد تأخره 2-1، وتنتهي المباراة بالتعادل 2-2 في وقتها الأصلي. لم يكن هذا الهدف مجرد تعديل للنتيجة، بل كان محطة تاريخية جديدة، حيث أصبح كريستيانو أكبر لاعب يسجل في تاريخ البطولة، بعمر 40 عامًا و123 يومًا.
هذا الرقم القياسي كسر أرقام لاعبين بارزين سبقوه في القائمة، مثل روي شيبولينا من جبل طارق، والنجمين السابقين في ريال مدريد كريم بنزيما ولوكا مودريتش، ليؤكد “الدون” مجددًا أنه لا يزال في قمة عطائه، رغم بلوغه العقد الخامس من عمره.
أكثر من مجرد هدف.. قيادة ملهمة في الملعب
لم يقتصر تألق رونالدو في اللقاء على تسجيل الهدف الحاسم فحسب، بل تجلّت قيمته الحقيقية في روحه القتالية، وقيادته الحكيمة لزملائه داخل المستطيل الأخضر، وتحفيزه الدائم لعناصر المنتخب، لا سيما اللاعبين الشباب. ظهر كابتن البرتغال بحقٍّ كقائد ملهم في كل لمسة كرة وتوجيه داخل الملعب.
البرتغال تحقق لقبها الثاني.. ومستقبل الدون مع النصر
بهذا الفوز الكبير، أحرز المنتخب البرتغالي لقبه الثاني في بطولة دوري الأمم، مُعززًا حضوره الأوروبي القوي، ومُوجهًا رسالة واضحة للمنافسين قبل انطلاق يورو 2024. أما رونالدو، فقد وفى بوعده لجماهيره، مُستمرًا في العطاء، ومُؤكدًا استمراره مع نادي النصر السعودي حتى إشعار آخر، ليُثبت قدرته على الجمع بين التألق المحلي والدولي في آنٍ واحد.
رحلة أسطورية لا تعرف المستحيل
من ماديرا إلى مدريد، ومن تورينو إلى الرياض، لم تكن رحلة كريستيانو رونالدو عادية أبدًا. فكل هدف يسجله، وكل رقم قياسي يتخطاه، هو دليل جديد على أن الأساطير لا تعترف بعمر أو نهاية. بل تزداد بريقًا كلما اشتدت التحديات، مُخلدة اسم “الدون” في سجلات التاريخ كأحد أعظم من لمسوا الكرة.