تطور خطير.. تردد الناتو يفتح الأجواء الأوروبية أمام المقاتلات الروسية
شهدت الحدود الشرقية لحلف الناتو تصعيداً خطيراً بعد اختراق طائرات مسيّرة روسية المجال الجوي لبولندا خلال هجوم استهدف أوكرانيا. وأثار الحادث ردود فعل فورية، حيث طالبت وارسو حلفاءها بتعزيز وجودهم العسكري على أراضيها لمواجهة ما تعتبره اختباراً متعمداً من موسكو لجدية الحلف وقدرته على الردع في عام 2025.
بولندا تطالب بتعزيز دفاعات الناتو الجوية
أعلن رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك أن بلاده طلبت رسمياً من حلفائها في الناتو زيادة وجودهم العسكري فوق أراضيها. ويأتي هذا الطلب كرسالة واضحة بأن وارسو لم تعد تعتبر هذه الاختراقات مجرد أخطاء عابرة، بل استفزازات مدروسة تهدف إلى قياس تماسك الحلف. ولا تعتبر بولندا الدولة الوحيدة التي عانت من هذه الممارسات، حيث سبق أن اشتكت دول أخرى مثل رومانيا وإستونيا من حوادث مماثلة منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا عام 2022.
تصعيد روسي غير مسبوق في الهجمات الجوية
تزامنت الحادثة الأخيرة مع تكثيف موسكو لعملياتها الجوية بشكل لافت، مما دفع مقاتلات بولندية وهولندية إلى التحرك لاعتراض وإسقاط بعض المسيّرات. ورغم رسائل الطمأنة الغربية التي أكدت أن الدفاع عن كل شبر من أراضي الحلف هو التزام نهائي، يرى دبلوماسيون أن هذه التصريحات وحدها لم تعد كافية لردع موسكو. وتظهر البيانات حجم التصعيد الروسي بوضوح.
الفترة الزمنية | عدد الطائرات المسيّرة الروسية (تقديري) |
في شهر واحد خلال 2025 | أكثر من 6,000 طائرة |
متوسط شهري في العام الماضي | بضع مئات فقط |
قواعد الاشتباك الحالية تثير قلق الحلفاء
يرى خبراء أمنيون أن حلف الناتو لا يزال يعمل وفق قواعد اشتباك سلمية قديمة، حيث يقتصر دور المقاتلات على مرافقة الطائرات المعادية وتحذيرها دون صلاحيات فعلية للاشتباك المباشر إلا في حالة الدفاع عن النفس. هذا الوضع يمنح موسكو مساحة لمواصلة استفزازاتها دون الخشية من رد عسكري حازم. وتتزايد الدعوات داخل الحلف لتغيير هذه القواعد واعتماد “وضعية دفاع جوي” كاملة تمنح القوات صلاحيات أوسع للتصدي الفوري لأي خرق.
خيارات الردع تتجاوز العقوبات الاقتصادية
في موازاة النقاش العسكري، يدور جدل حول فعالية العقوبات الاقتصادية التي لم تنجح في تغيير حسابات الكرملين الميدانية. ويرى خبراء أن التهديد بالعقوبات لم يعد مجدياً، وأن هناك حاجة إلى إجراءات ردع أكثر تأثيراً، حيث يتم طرح عدة أفكار جديدة على طاولة النقاش بين الحلفاء.
- استخدام الأصول الروسية المجمدة لتمويل تسليح الجيش الأوكراني.
- فرض مناطق جوية آمنة على طول الحدود الشرقية لحلف الناتو.
- إعلان خطوط حمراء واضحة لا يمكن لموسكو تجاوزها دون عواقب وخيمة.
- تطبيق عقوبات فورية وحاسمة بدلاً من الاكتفاء بالتهديدات الدبلوماسية.
موسكو تستغل التردد الغربي وتختبر حدود الحلف
تحذر أصوات أمنية من أن موسكو لا تعتمد على قوتها العسكرية فحسب، بل على استغلال التردد والانقسامات داخل المعسكر الغربي. وتستخدم روسيا خطاباً يركز على خطر اندلاع حرب عالمية ثالثة بهدف التأثير على عملية صنع القرار في العواصم الأوروبية وشل إرادتها. هذا الأسلوب يمنح الكرملين مساحة أوسع للمناورة في محيطه الجغرافي، مثل جورجيا ومولدوفا، دون مواجهة رادع حقيقي، مما يجعل توحيد الموقف الغربي ضرورة ملحة أكثر من أي وقت مضى لضمان أمن القارة الأوروبية.