بطولات حرب أكتوبر: حكايات مؤثرة عن شهداء الكرامة لم تروَ من قبل
تتجدد ملامح ملحمة حرب أكتوبر ١٩٧٣ التي لم تكن مجرد مواجهة عسكرية، بل شكلت نقطة تحول حاسمة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، حيث أعادت تعريف موازين القوى في المنطقة وأثبتت قدرة الجندي المصري على تحقيق نصر استراتيجي متكامل أعاد الأرض والكرامة.
انطلقت شرارة المعركة في تمام الساعة الثانية ظهر يوم السادس من أكتوبر ١٩٧٣، الموافق للعاشر من رمضان، حيث نفذت القوات الجوية المصرية ضربة مركزة شاركت فيها أكثر من ٢٢٠ طائرة، وهو ما استهدف بدقة مراكز القيادة الإسرائيلية والمطارات ومخازن الذخيرة، محققًا نجاحًا فاق نسبة ٩٥٪ وغير مسار الحرب منذ ساعاتها الأولى.
خطة حرب أكتوبر.. المفاجأة التي أذهلت العالم
اعتمدت القيادة المصرية على عنصر المفاجأة بشكل كامل، حيث كان اختيار توقيت الهجوم في يوم الغفران اليهودي دليلًا على فطنة استخباراتية عالية، فيما كان الجنود المصريون يستعدون للمعركة الحاسمة رغم مشقة الصيام، الأمر الذي أربك حسابات العدو وأفقده القدرة على الاستجابة السريعة خلال الساعات الأولى الحاسمة من القتال.
عبور قناة السويس وتحطيم أسطورة خط بارليف
لم يقتصر التفوق المصري على الجو فقط، بل امتد إلى الابتكار الهندسي الذي أبهر العالم بأسره، حيث نجحت القوات في تحطيم خط بارليف المنيع باستخدام خراطيم مياه قوية، الأمر الذي مهد الطريق لعبور قناة السويس وتوغل القوات شرقًا، محطمة بذلك أسطورة «الجيش الذي لا يقهر» في غضون ساعات قليلة.
تضحيات الجنود المصريين وقود النصر العظيم
خلف هذا النصر وقفت تضحيات هائلة قدمها آلاف الجنود المصريين الذين تحملوا ظروف تدريب قاسية، حيث استمروا في التخطيط والاستعداد لسنوات طويلة في صمت، فيما قدموا أرواحهم فداءً للوطن عند بدء المعركة، وهو ما اعترفت به إسرائيل نفسها التي وصفت خسائرها في الحرب بأنها تاريخية وغير مسبوقة.
نصر حرب أكتوبر ١٩٧٣.. إرث الكرامة ورمز للإرادة
امتد تأثير الانتصار إلى كل بيت في مصر والعالم العربي، حيث تحول يوم السادس من أكتوبر إلى عيد وطني ورمز لاستعادة الكرامة، ليظل هذا اليوم شاهدًا على أن التخطيط الدقيق والإرادة الصلبة والتضحيات الجسيمة هي السبيل لتحقيق ما كان يُعتقد أنه مستحيل، وأن دماء الشهداء كانت وقودًا لهذا النصر الخالد.