هل يكسر القاعدة هذا العام؟ اختيار فيلم “عيد ميلاد سعيد” لتمثيل مصر في الأوسكار يواجه أول اختبار حقيقي.

فيلم “عيد ميلاد سعيد” للمخرجة سارة جوهر أثار جدلاً واسعاً بعد اختياره لتمثيل مصر في مسابقة الأوسكار لعام 2025، وذلك بسبب عرضه المحدود في قاعات السينما والذي اعتبره العديد من النقاد “صوريًا” ويفتقر للشفافية. يأتي هذا الجدل بالتزامن مع تأكيد منتج الفيلم على التزامه بمعايير الأكاديمية الأمريكية، في حين يطالب البعض بتوضيحات رسمية حول عملية الاختيار.

جدل اختيار فيلم مصر للأوسكار: “عيد ميلاد سعيد” والعرض الصوري

اختيار فيلم “عيد ميلاد سعيد” لتمثيل مصر في أهم مسابقة سينمائية عالمية، وهي جوائز الأوسكار لعام 2025، أثار موجة من الانتقادات والاستفسارات داخل الأوساط السينمائية المصرية. يعود السبب الرئيسي لهذا الجدل إلى طريقة عرض الفيلم، حيث لم يُطرح بشكل طبيعي وموسع للجمهور في دور العرض، بل اقتصر على عرض محدود في سينما “أربيلا مول” لمدة أسبوع واحد، وهو ما وصفه نقاد بأنه عرض “شكلي” لا يلبي معايير الشفافية المطلوبة. بينما أكد منتج الفيلم، أحمد الدسوقي، التزامه الكامل بلوائح الأكاديمية الأميركية للفنون والعلوم السينمائية، مشيرًا إلى أن هذا العرض جاء بالاتفاق مع نقابة المهن السينمائية التي تشرف على لجنة الاختيار. هذا الوضع دفع البعض للمقارنة بأفلام أخرى نافست على الترشيح وعُرضت جماهيريًا وبشكل أوسع، مثل فيلم “رحلة البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو”.

اقرأ أيضًا: 50 مليار دولار دفعة واحدة.. استثمار ميتا الضخم في لويزيانا يثير التساؤلات | كواليس بناء مركز البيانات الأضخم

رؤى نقدية حول قانونية الاختيار وصمت النقابة

الناقد الفني طارق الشناوي، أشار إلى أن اختيار فيلم “عيد ميلاد سعيد” جاء بشكل قانوني وبأغلبية أصوات لجنة التحكيم، مؤكدًا أنه يفي بالمعايير الأساسية للأوسكار التي تشترط العرض العام في قاعة سينمائية مقابل تذكرة مدفوعة. وقال الشناوي في تصريحات صحفية: “الفيلم متاح للجمهور مقابل تذكرة، وبالتالي فهو مطابق للمعايير”. لكنه وجه انتقادًا حادًا لصمت نقابة المهن السينمائية، مؤكدًا أن النقيب مسعد فودة كان يجب عليه إصدار بيان رسمي لتوضيح الموقف والدفاع عن لجنة الاختيار في وجه الهجوم الذي تعرضت له. وأضاف الشناوي أن اللجنة وضعت فيلم “رفعت عيني للسما” كخيار ثانٍ لتمثيل مصر، في حال تعذر عرض “عيد ميلاد سعيد” وفق اللوائح، وهو ما اعتبره دليلاً على وعي اللجنة باحتمال إثارة الجدل حول الفيلم.

تفاصيل من كواليس اللجنة: “عرض أقرب للصوري”

من جانبه، كشف الناقد السينمائي عصام زكريا، الذي كان عضوًا في لجنة اختيار الفيلم، عن تفاصيل إضافية لما جرى خلف الكواليس. أوضح زكريا أن فيلم “عيد ميلاد سعيد” أُضيف إلى قائمة الترشيحات في اللحظات الأخيرة، رغم أن القائمة القصيرة كانت قد أُغلقت بالفعل. وأكد أن أعضاء اللجنة وافقوا على ترشيح الفيلم بحسن نية، مشترطين التزام المنتج والموزع بعرضه جماهيريًا في السابع عشر من سبتمبر. لكنه أشار إلى أن ما حدث على أرض الواقع لم يكن عرضًا حقيقيًا، ووصفه بأنه “عرض أقرب للصوري”. وأضاف زكريا: “الشركة نظمت عرضًا مجرد بوستر معلق وتذاكر مقطوعة أرسلوها إلى النقابة لتعلن أن الفيلم يُعرض، بينما لم نجد أي أثر له على موقع السينما دوت كوم أو حتى في جداول حفلات سينما أربيلا”. وحذر زكريا النقابة من خطورة التلاعب بالقواعد، مطالبًا النقيب مسعد فودة بالتأكد بنفسه من أن العرض سيكون حقيقيًا وليس شكليًا، لكن ما حدث أكد الشكوك وتحولت القصة إلى اتهامات علنية بالتحايل على قواعد الأوسكار.

اقرأ أيضًا: نتائج التاسع 2025 في سوريا متاحة الآن.. رابط فحص الدرجات عبر moed.gov.sy

“عيد ميلاد سعيد” ومهرجان الجونة: تساؤلات حول التقاليد السينمائية

تفاقم الجدل حول فيلم “عيد ميلاد سعيد” مع إعلان مهرجان الجونة السينمائي عن اختياره ليكون فيلم افتتاح دورته المقبلة في السادس عشر من أكتوبر. هذا الإعلان أثار تساؤلات إضافية، خاصة وأن أعراف المهرجانات الدولية تنص على أن فيلم الافتتاح لم يُعرض مسبقًا في بلد المهرجان، وهو ما قد يتعارض مع العرض المحدود الذي شهده الفيلم في مصر. ورغم هذه التساؤلات، يُذكر أن الفيلم حقق نجاحًا ملحوظًا في مهرجان “تريبيكا” الأمريكي في مايو الماضي، حيث فاز بثلاث جوائز مهمة منها أفضل فيلم وأفضل سيناريو، مما يؤكد جودته الفنية. ومع ذلك، تبقى طريقة طرحه في مصر قبل ترشيحه للأوسكار مثار جدل كبير، وتتزايد المطالبات بضرورة الشفافية الكاملة في آليات اختيار الأفلام التي تمثل مصر في المحافل السينمائية العالمية.

اقرأ أيضًا: بعد إطلاق تحديث ios 26.. أبل تحذر المستخدمين من بعض المشكلات المتعلقة بالأداء والبطارية

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *