نحو دمج شامل.. “أمهات مصر” تكشف أهمية المناهج المتخصصة لذوي الهمم وتوجه نداءً عاجلاً للأسر
أكدت عبير أحمد، مؤسس اتحاد أمهات مصر للنهوض بالتعليم، أن خطوة إعداد مناهج متخصصة للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة ضمن منظومة التعليم الدامج، بالتعاون مع خبراء وجامعات ومنظمة اليونيسف، تمثل نقلة نوعية وإنسانية في آن واحد، وتضع احتياجات هؤلاء الأطفال في صميم العملية التعليمية، بما يعكس رؤية الدولة لتمكينهم ودمجهم ليصبحوا أفرادًا فاعلين في المجتمع.
مناهج متخصصة لدعم التعليم الدامج في مصر
ترى عبير أحمد أن هذه المناهج الموجهة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، والتي أُعدت بالشراكة مع خبراء مصريين وخمس جامعات ومنظمة “اليونيسف”، تُعد قفزة إنسانية وتعليمية نحو مستقبل أفضل. هذه الخطوة تضع احتياجات أطفال ذوي الهمم في قلب العملية التعليمية، وتترجم بوضوح رؤية الدولة المصرية الهادفة إلى تمكينهم ودمجهم، ليتمكنوا من مواجهة تحديات المستقبل وليصبحوا أعضاءً منتجين وفاعلين في المجتمع.
أهمية تطوير المناهج والنمو الشامل للأطفال
تكمن الأهمية الجوهرية لهذه المناهج التعليمية الجديدة في تركيزها على تحقيق النمو المتكامل للطفل، والذي يشمل الجوانب العقلية واللغوية والاجتماعية والحركية والانفعالية. هذا التركيز يسهم في بناء جيل من الأطفال قادر على التكيف مع متطلبات الحياة واكتساب المهارات الأساسية الضرورية منذ الصغر. وقد وصفت أحمد هذه الخطوة بأنها ليست مجرد تطوير لمحتوى تعليمي، بل هي رسالة أمل تبعث الطمأنينة في نفوس كل أسرة لديها طفل من ذوي الهمم، وتدعوها للمشاركة الإيجابية في نجاح هذا المشروع الوطني.
دعوة للمشاركة الفعالة في نجاح دمج ذوي الهمم
توجّه عبير أحمد رسائل واضحة ومحددة إلى جميع الأطراف المعنية لضمان نجاح تجربة الدمج التعليمي وتمكين الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة:
* **لأولياء الأمور:** ضرورة التعاون المستمر مع إدارات المدارس، وتوفير بيئة أسرية داعمة لأبنائهم. كما يجب تشجيع الأطفال على الاستفادة القصوى من هذه المناهج المصممة خصيصًا لتناسب قدراتهم وتدعم دمجهم مع أقرانهم.
* **لإدارات المدارس:** أهمية تهيئة بيئة تعليمية آمنة ومحفزة داخل الفصول والمؤسسات التعليمية، وتقديم كل الدعم اللازم للمعلمين لضمان قدرتهم على تنفيذ هذه المناهج بأفضل شكل ممكن.
دور المعلمين المحوري في منظومة التعليم الدامج
تعتبر أحمد المعلمين حجر الزاوية والأساس في نجاح هذه التجربة التعليمية الطموحة. فقد طالبتهم بالتحلي بالصبر والحب في تعاملهم مع الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة، واستخدام طرق تدريس مبتكرة تناسب قدرات كل طفل. كما شددت على ضرورة العمل بروح الفريق والتعاون الوثيق مع الأسرة والإدارة المدرسية، لتحقيق الهدف الأسمى وهو دمج الطفل وتمكينه من عيش حياة كريمة ومليئة بالفرص.
معيار النجاح الحقيقي لبرامج الدمج التعليمي
أكدت عبير أحمد أن هذه المناهج الجديدة تمثل فرصة ذهبية لإعادة تقييم وتصحيح الطريقة التي نتعامل بها مع أبنائنا من ذوي الهمم في المجتمع. وشددت على أن نجاح تجربة التعليم الدامج لن يقاس فقط بما يتعلمه الطلاب من معلومات في الكتب والمناهج، بل بقدرة جميع الأطراف المعنية – من أسر ومعلمين ومدارس – على احتضان هؤلاء الأطفال ومنحهم الثقة والدعم الكامل، ليصبحوا أفرادًا منتجين وسعداء، وقادرين على الإسهام بفاعلية في بناء مجتمعهم.